على كرامتها وصورتها جنت أمريكا
الكاتب: رأي مسار
مراتٍ لا تعد ولا تحصى، وجهت إسرائيل الرسمية اهاناتٍ مقصودةً لأمريكا، حدث ذلك مع السيد بايدن، حين كان نائباً للرئيس وأثناء زيارةٍ رسميةٍ لإسرائيل أعلنت الحكومة عن تقديم عطاءاتٍ لأوسع مشروع استيطاني، ما أحرج الزائر وأغضبه وهو الذي يبتاهى بصهيونيته.
وحدث أكثر من ذلك مع الرئيس أوباما حين قام نتنياهو بإلقاء خطابٍ أمام الكونجرس من وراء ظهره، بينما رئيس أكبر دولةٍ في العالم تابع الخطاب كأي مواطنٍ عادي من على شاشات التلفزيون، وشاهد التصفيق وقوفاً لنتنياهو بما لم يحظى به لا هو ولا أي رئيسٍ أمريكي سابق.
وحدث ذلك حين أرسل نتنياهو طائراته إلى قطر لتقصف الدوحة، بينما إدارة ترمب تعلّق آمالاً على الدور القطري في معالجة حرب غزة.
وحدث ذلك بين يدي الزيارة الرسمية التي أدّاها نائب الرئيس الأمريكي فانس حيث صوّتت الكنيست على مشروع قرارٍ بضم الضفة، ما اعتبره نائب الرئيس إهانة له ولأمريكا، وما أظهر ترمب على أنه قليل المصداقية والحيلة يعد أن وعد العرب والمسلمين بمنع إسرائيل من الضم.
ولإكمال مسلسل الإهانات الموجهة لأمريكا، فقد أطلق سموتريتش الذي هو أحد أقطاب حكومة نتنياهو تصريحاتٍ استفزازية عنصرية ضد السعودية، في الوقت الذي تتحدث فيه الإدارة كثيراً وتبذل جهداً كبيراً لإحياء مسار أبراهام التطبيعي، والهدف الراهن والأهم هو ضم المملكة للمسار.
بالنسبة للعدوان على قطر، أرغمت إدارة ترمب نتنياهو على الاعتذار، وبالنسبة للعدوان على السعودية أُرغم سموتريتش على الاعتذار، وما يصح أن يقال في هذا كله أن أمريكا تستحق من الإهانات أكثر من ذلك، ويصدق عليها القول العربي "على كرامتها وصورتها جنت أمريكا". وهذه هي النتيجة الحتمية لإرخاء الحبل لحكومةٍ هي أسوأ الحكومات على مستوى العالم كله.
