كريات جات؟!

الكاتب: رأي مسار

قبل العام 1949 كان اسمها عراق المنشية، ومنذ تهجير أهلها وإلى يومنا هذا صار اسمها كريات جات، أمّا الآن فهي عاصمة إدارة شؤون غزة في مراحلها الثلاث، وهي المقر الرسمي للمندوب السامي الأمريكي السيد ستيف فاجن، الذي كُلّف بإدارة العمل في مجال تطبيق مبادرة الرئيس ترمب، وهي كذلك مركز الإدارة العسكرية الأمريكية التي ربما يلتحق بها آخرون عندما يتم تجاوز المرحلة الأولى والدخول رسمياً وفعلياً في المراحل التالية.

غرفة عمليات كريات جات، هي أول غرفةٍ رسميةٍ تم تأسيسها كمركزٍ مزدوج المهام، فإلى جانب إدارة الملف الغزي ميدانياً فهي مركز وصايةٍ على إسرائيل كي لا تخرج عن النص الأمريكي، وإن خرجت فسوف يكون وجود الرقابة الأمريكية ولنسمها الوصاية فعّالاً في ضبط عملها على النحو الذي لا يُضر بالأهداف الجوهرية الأمريكية.

قبل أن تبدأ عملها بل وهي في مرحلة التحضيرات له، زارها بنيامين نتنياهو لإظهار أنه شريكٌ وليس مأمور، وهذا ينفعه في لعبة النفوذ الداخلي، فهو متهمٌ من قِبل منافسيه بأنه ضحّى باستقلال إسرائيل لمصلحة تبعيةٍ مطلقةٍ لأمريكا!

كما زارها نائب الرئيس الأمريكي كأول محطةٍ لزيارته "التاريخية" لإسرائيل، كما زارها ويواصل زيارتها كبار جنرالات الجيش الأمريكي، الذين لا يؤدون عملاً يقتصر على ما هو أمام أو خلف الخط الأصفر في غزة، بل لإحكام السيطرة والانضباط على جنرالات جيش الدفاع، لمنعهم من التمادي في العبث بما يُضر بالخطة الأمريكية الحاضرة والمستقبلية.

خلاصة الأمر.. كريات جات تصلح لأن تسمى العنوان الأولي لحضورٍ أمريكي مباشرٍ له ما بعده الكثير، ولنرى كم كريات جات جديدةً ستنشأ في المنطقة.