توني بلير يتوسط للسلطة!
للسيد توني بلير تجربة في عملية السلام التي فشلت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان بعد أن لم يعد رئيساً لوزراء بريطانيا، أن وجد عملاً كممثلٍ للجنة الرباعية الدولية، والتي لمن لا يتذكر ضمّت في حينه الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بمعنىً آخر العالم كله.
لم يكن متوقعاً نجاحه، أمّا فشله فلم يتحمله شخصياً بل تحملته الدول التي تشكلت الرباعية منها، وصاحبة الباع الأطول فيها أمريكا، التي لم تكن جديةً في التعامل معها، بل ساهمت في تحجيم دورها، إلى أن أُلغيت أخيراً وصارت رقماً في سجل الفشل المتسلسل بشأن حل القضية الفلسطينية.
السيد توني بلير يعود ثانيةً إلى الملعب، وقد سُمي عضواً من قبل الرئيس ترمب في مجلس السلام العالمي، وهو مرشح كذلك للعب دورٍ تنفيذيٍ على مستوىً عالٍ في ملف غزة.
مصدر قوة بلير هو ما يراه كثيرٌ من الفلسطينيين والعرب مصدر تشكيكٍ فيه، فهو حائزٌ على ثقة الرئيس ترمب، كما أنه لا يمثل الحكومة البريطانية لا من قريبٍ ولا من بعيد، حتى يقال أنه من خلال قيامه بدورٍ قياديٍ تنفيذي في ملف غزة، يعيد عهد الانتداب البريطاني.
توني بلير يطوف على الدول المؤثرة في الملف، لتجميع تأييدٍ له وتعاونٍ معه، فيما سيتبلور أخيراً من مهامٍ يكلّف بها، ذلك ان أي اعتراضٍ عليه من الدول النافذة، لابد وأن يؤثر على وضعه وفرصه.
في لقاءه الذي تمّ قبل أسبوع ووصف بالسري مع بنيامين نتنياهو، قيل إنه عرض إمكانية إبرام اتفاقٍ يقضي بإدخال السلطة الفلسطينية لتتولى الإدارة في بعض مناطق غزة، ووصفت الخطة التي سيبحثها أو ربما بحثها مع العديد من الدول على أنها تجريبية، وفي حال نجاحها تصبح دائمة.
وحسب مصادر إسرائيلية فإن هذه الخطة لم تُرفض بصورةٍ قاطعة، وقد أُحيلت إلى المستوى الأمني لدراستها.
السيد توني بلير لن يكون حال بلورةٍ نهائيةٍ لموقعه الرسمي أكثر من موظفٍ يدين بالولاء المطلق للرئيس ترمب، وينسق حرفياً مع صهره كوشنير، أمّا نجاحه من عدمه، فلا يرتبط بجهده أو كفاءته وإنما بجدية الرئيس ترمب في إنجاح خطته، وذلك تماماً مثلما حدث معه زمن الرباعية الدولية.

