استعدادات نتنياهو للقاء ترمب
الكاتب: رأي المسار
غير الاتصالات الهاتفية التي تتم بين الرئيس ترمب ونتنياهو، وغير المبعوثين الأمريكيين الذين يشكلون جسراً دائماً بين البيت الأبيض وإسرائيل، سوف يتم بعد أسبوع اللقاء السادس بين رئيس مجلس السلام الذي يكثر الحديث عنه دون إعلانه، وبين رئيس الحرب الذي ما أن تهدأ جبهةٌ، حتى يسعى إلى فتح واحدةٍ جديدة، كي يوفر صدقيةً لقيادته حرباً على ثمان جبهات، مع ادعاءه بحتمية انتصاره المطلق عليها.
ملف اللقاء السادس في منتجعه الخاص في فلوريدا، ملأه نتنياهو ببنودٍ تتخذ في كثيرٍ منها سمة التعجيز، فما الذي يريده نتنياهو من رئيس مجلس السلام؟
أن يضع ملف غزة في مرتبةٍ متدنيةٍ من اهتمامه، مستنداً إلى أن الجثة المتبقية لم تصل بعد إلى إسرائيل! وما زال الخط الأصفر الذي أسسته المرحلة الأولى لا يفي باحتياجات إسرائيل الأمنية، ويريد موافقةً أمريكيةً على جعله حدوداً جديدةً مع غزة، إلى جانب أن إسرائيل ما تزال تضع فيتو على مشاركة تركيا في القوة متعددة الجنسيات، وهذا أحد أسباب تعثّر تشكيلها وتحديد مهامها، وما زالت كذلك تضع الفيتو على أي مستوىً من مستويات إعادة إعمار غزة وما زالت تضرب أينما تشاء وحيثما يصل طيرانها على الجبهات جميعاً.
الملف الغزي بصورته الراهنة يلائم نتنياهو وأجنداته أكثر بكثيرٍ من الذهاب إلى المرحلة الثانية المليئة بشروطٍ يرفضها ويعتبرها إلغاءً لفكرة النصر المطلق الذي وعد به.
نتنياهو يحمل معه وثائق ومعلوماتٍ بعضها صحيح والبعض الآخر مختلق، تجعل الملف الإيراني الشائك والمعقد والصعب، أساس اللقاء السادس مع ترمب، مع علم نتنياهو بأن قرار الحرب على هذا المستوى أكبر بكثيرٍ من قدراته على إقناع الرئيس الأمريكي باتخاذه بينما يعمل على إيجاد تسويةٍ مع إيران.
نُشر في إسرائيل وعلى نطاقٍ واسع شروط سموتريتش التي طلب من نتنياهو التقيد بها أثناء محادثاته مع ترمب في فلوريدا، وهي بنودٌ وإن اتخذت لغة وأسلوب سموتريتش إلا أنها مطابقةٌ تماماً لسياسة نتنياهو ولما سيضغط به على ترمب، وهذه مسألةٌ معروفةٌ عن أي رئيس وزراء إسرائيلي، أي الضغط بالمعارضة للإفلات من الضغوط الأمريكية، وسيقول نتنياهو لترمب إذا ما قبلتُ بما تطلبه مني، فذلك سيؤدي إلى سقوط حكومتي وائتلافي، وهذا يعني الذهاب إلى انتخاباتٍ جديدة لا يُعرف من يذهب ومن يأتي من خلالها، وكم من الوقت سيهدر فيها.
نتنياهو أعدّ نفسه للقاء السادس وليس في نيته إيجاد حلولٍ للأزمات، وإنما لإبقاء الأوضاع على حالها، والهدف الأساس من لقاءه السادس، هو تخفيض اندفاعة ترمب، نحو تطبيق المرحلة الثانية من مبادرته، وإشغاله بالملف الإيراني إن استطاع، وضمان تأييده ودعمه للخطط التي يعمل على تنفيذها ليس على غزة بل وعلى الضفة وسائر الجبهات.
الحرب هي خشبة النجاة بالنسبة لنتنياهو، مما يعانيه داخل إسرائيل حيث الفضائح تنهش حالته من مكتبه إلى المعارضة إلى الشارع.

