الشوبكي لراية: ما بعد اتفاق شرم الشيخ مرحلة أكثر تعقيدًا.. وغزة أمام ثلاث قضايا مصيرية

2025-10-15 00:16:47

خاص - راية

قال الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الرحيم الشوبكي إن اتفاق قمة شرم الشيخ الذي أنهى رسميًا الحرب على غزة وكرّس وقف إطلاق النار الشامل، فتح الباب أمام مرحلة انتقالية شديدة التعقيد تتعلق بمستقبل القطاع وإدارته في اليوم التالي للعدوان، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون الأصعب سياسيًا وإنسانيًا.

وأوضح الشوبكي، في حديث لإذاعة "راية"، أن المرحلة المقبلة ستتضمن ثلاث قضايا مركزية تشكّل التحدي الأكبر أمام الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية:

1. من سيحكم غزة؟

حيث لا يزال الغموض يحيط بشكل الإدارة المقبلة، وما إذا كانت ستكون هيئة دولية انتقالية منبثقة عن "مجلس السلام العالمي" وفق الرؤية الأميركية التي يقودها دونالد ترامب، أو لجنة فنية فلسطينية مستقلة من شخصيات وطنية تتولى إدارة الشؤون المدنية والأمنية مؤقتًا.

2. ملف إعادة الإعمار:

أكد الشوبكي أن المجتمع الدولي أبدى استعدادًا لضخ الأموال والمساعدات لإعادة إعمار غزة، لكن الخلاف يدور حول الجهة التي ستشرف على التنفيذ: هل ستكون السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عبر البنك الدولي والمؤسسات التمويلية، أم الهيئة الانتقالية الجديدة التي ستخضع للتدقيق الأميركي والموافقة الإسرائيلية؟

3. قضية سلاح المقاومة:

واعتبرها الشوبكي الأكثر حساسية، قائلاً إن مستقبل اتفاق وقف النار سيتحدد بناءً على كيفية التعامل مع سلاح فصائل المقاومة.

وتساءل: "هل ستسلم المقاومة سلاحها للسلطة أو للجنة الانتقالية؟ أم ستبقي عليه كجزء من حقها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني؟"، مشيرًا إلى أن بعض التصريحات الصادرة عن قادة حماس تحدثت عن إمكانية "تخفيف السلاح" ضمن ترتيبات سياسية وليس تسليمه بالكامل.

وأضاف الشوبكي أن ملف المعابر يُعد أيضًا من القضايا المحورية في المرحلة الانتقالية، مبينًا أن معبر رفح سيكون تحت إشراف مصري مباشر مع رقابة من بعثة الاتحاد الأوروبي، بينما لم يُحسم بعد الطرف الفلسطيني الذي سيتولى الإدارة الميدانية داخل غزة.

ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية تحاول استعادة دورها المركزي من خلال مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ ووضع تصورات لإدارة اليوم التالي، إلا أن غياب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن القمة حمل دلالة على رفض إسرائيل منح الفلسطينيين – سواء السلطة أو غيرها – دورًا فعليًا في إدارة غزة.

وأكد الشوبكي أن هذا الواقع السياسي يعكس صراعًا جديدًا بدأ بعد انتهاء الحرب، إذ لم يعد السؤال متى تتوقف الحرب، بل من سيحكم غزة وكيف ستدار؟، مشددًا على ضرورة أن يكون الحل فلسطينيًا خالصًا.

وقال: "المطلوب الآن أن تتوحد القوى الفلسطينية على هيئة وطنية جامعة تشرف على الأمن والإعمار وتمنع النزوح القسري، حتى لا يتحول الاحتلال المباشر إلى شكل جديد من الوصاية أو الانتداب الدولي على غزة".

وأضاف أن تصريحات حركة حماس الأخيرة، التي أبدت فيها استعدادًا لمناقشة إدارة القطاع في إطار "الوفاق الوطني"، تمثل فرصة يمكن للقيادة الفلسطينية استثمارها نحو إدارة الانقسام لا تعميقه، تمهيدًا لتفاهم وطني شامل.

وختم الشوبكي حديثه بالتأكيد على أن نجاح المرحلة القادمة يتطلب إرادة فلسطينية موحدة، وإدراكًا بأن الصراع الحقيقي الآن هو على هوية الحكم في غزة ومستقبلها السياسي، محذرًا من أن ترك الأمور بيد القوى الدولية سيحوّل القطاع إلى ساحة وصاية جديدة بدلًا من ساحة تحرر وطني.