خاص| غزة بعد وقف إطلاق النار: فوضى المساعدات مستمرة وطفولة تبحث عن لقمة العيش

2025-10-19 15:16:15

رغم مرور أيام على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما زال الواقع الإنساني والمعيشي قاسيًا كما هو، حيث يعيش الناس بين فقرٍ مدقع، ومساعداتٍ لا تصل، وأسعارٍ تتغير يوميًا. ومع فقدان معظم السكان لمصدر رزقهم، تحوّل الأطفال إلى باعةٍ متجولين في الأسواق والمخيمات بحثًا عن أي وسيلة للبقاء.

في حديث خاص لراية، وصف الصحفي سامح أبو دية من وسط قطاع غزة، المشهد الإنساني بعد وقف إطلاق النار، قائلًا إن "الناس ما زالت تواجه مآسي كبيرة في كل خيمة وشارع وبيت، ولم يتغير شيء منذ إعلان الهدنة التي دخلت يومها العاشر".

وأضاف أن المواطنين كانوا يأملون بتحسن في حياتهم اليومية أو على الأقل بانخفاض الأسعار، "لكن رغم توفر بعض المواد التجارية، فإن معظم الناس لا يملكون القدرة الشرائية، بعدما فقد 90% من السكان أعمالهم ودخولهم".

وأوضح أبو دية أن المساعدات الغذائية "لم تصل بعد إلى غالبية الأهالي"، مؤكدًا أن الاعتماد اليوم قائم على ما يسمح الاحتلال بإدخاله من بضائع تجارية عبر معبر كرم أبو سالم، مضيفًا أن "غزة اليوم تغرق بالبضائع، لكنها خارج متناول الناس".

وأشار إلى أن الأسعار انخفضت مقارنة بما قبل وقف إطلاق النار، لكنها لا تزال مرتفعة بالنسبة للمواطن الذي لا يملك دخلاً، موضحًا أن كثيرًا من العائلات تشتري فقط حاجاتها الأساسية من الخضروات والمواد البسيطة.

وقال أبو دية إن "الزراعة متوقفة تمامًا، ومعظم المنتجات الغذائية القادمة من الخارج"، لافتًا إلى أن "الأغلب يعتمد على المساعدات العائلية من أقارب في الخارج أو من مؤسسات خيرية".

وتحدث عن انتشار ظاهرة جديدة في الشوارع والمخيمات قائلاً:

"القطاع يعجّ بالبسطات والباعة المتجولين من الأطفال الذين يحاولون إعالة أسرهم بعد أن فقدوا ذويهم أو مصادر دخلهم. كثير منهم أصبح المعيل الوحيد لعائلته."

وأضاف: "الطفل في غزة اليوم لا يجد مدارس ولا أماكن ترفيه، فيلجأ للبيع في الشوارع ليقضي وقته ويكسب شيئًا يساعد به أسرته."

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد أبو دية أن الاحتلال سمح منذ عشرة أيام بإدخال الشاحنات عبر كرم أبو سالم، لكنه عاد وقلص الكميات، مشيرًا إلى أن الجهات القادرة على تنظيم التوزيع هي الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، إلا أن الفوضى في التوزيع ما زالت قائمة.

وأوضح أن "الفوضى فرضها الاحتلال عمدًا من بداية الحرب، بحجة عدم وصول المساعدات إلى فصائل المقاومة، رغم أن الأونروا لديها قاعدة بيانات ومخازن قادرة على استيعاب ألف شاحنة يوميًا".