الشقيقة ليست صداعًا عابرًا.. طبيب يوضح لراية الأسباب والعلاجات وارتباطها بالنساء

2025-10-20 12:57:23

أكد طبيب الأسرة د. سمير شماسنة، أن مرض "الشقيقة" أو ما يُعرف بالصداع النصفي لا يُعد مجرد صداع عادي، بل اضطراب دماغي معقد يصيب الأعصاب والأوعية الدموية ويؤثر على جودة حياة المصابين، خصوصًا النساء، نتيجة التغيرات الهرمونية والعوامل النفسية والبيئية المختلفة.

قال د. شماسنة في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الشقيقة أو الصداع النصفي هي اضطراب دماغي ناتج عن خلل في الأعصاب والأوعية الدموية والمواد الكيميائية في الدماغ، يؤدي إلى فرط حساسية تجاه المؤثرات المحيطة مثل الضوء والضجيج والروائح وبعض الأطعمة.

وأوضح أن هذا الاضطراب يسبب توسعًا في شرايين الدماغ، ما ينتج عنه ألم شديد يُعرف بالشقيقة، ويكون عادةً في أحد جانبي الرأس، الأيمن أو الأيسر.

وأضاف أن أنواع الشقيقة تختلف من شخص لآخر، فهناك الشقيقة الكلاسيكية التي تصيب نصف الرأس، والشقيقة الشائعة التي تمتد إلى كامل الرأس، إلى جانب أنواع أخرى مثل الشقيقة الدوَرانية التي تصيب من يعانون من الدوار في الأماكن المزدحمة أو أثناء ركوب السيارة، وأحيانًا تُرافقها أعراض الغثيان والتنميل في الأطراف واضطرابات بصرية مثل رؤية نقاط عمياء أو غباش في العينين.

وبيّن أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن 30% من الناس حول العالم يعانون من الشقيقة، وأن ثلثي هذه النسبة من النساء، موضحًا أن السبب في ذلك يعود إلى التغيرات الهرمونية، خصوصًا في فترات الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث.

وأشار شماسنة إلى أن أسباب الإصابة بالشقيقة متعددة، أبرزها العوامل الوراثية، والتوتر النفسي، والقلق والإرهاق الجسدي، إضافة إلى العوامل البيئية مثل التعرض للضوء الساطع أو الأصوات العالية أو الروائح القوية، فضلًا عن بعض الأدوية مثل موانع الحمل.
وقال إن بعض الأطعمة والمشروبات مثل الشوكولاتة والأجبان والكافيين قد تُحفّز نوبات الشقيقة، مؤكدًا أهمية الانتباه إلى نمط النوم والابتعاد عن مسببات التوتر.

وفيما يتعلق بكيفية التعامل مع النوبة، أوضح الطبيب أنه يُنصح عند بدء الألم بالراحة في مكان مظلم وهادئ، وإطفاء الأضواء وتقليل الضوضاء، وقد تساعد كمادات الماء البارد أو الدافئ على تخفيف الألم، إضافة إلى تناول مشروب يحتوي على كمية معتدلة من الكافيين، الذي يسهم أحيانًا في تقليل التوسع الشرياني في الدماغ.

ولفت شماسنة إلى أنه لا يوجد علاج نهائي للشقيقة، لكن هناك أدوية تُستخدم لتخفيف عدد النوبات وحدّتها، وتُعطى عادة لفترات طويلة قد تمتد إلى ستة أشهر. أما في الحالات المزمنة، فيُستخدم البوتوكس العلاجي في 31 نقطة محددة في الرأس والرقبة لتقليل الألم، موضحًا أن هذا النوع من البوتوكس طبي وعلاجي وليس تجميليًا.

وأضاف أن النوبات قد تستمر من ساعات إلى عدة أيام، وتُرافقها آلام شديدة، مشددًا على أن المسكنات العادية ليست فعالة في هذه الحالات، بل تُستخدم أدوية خاصة تُحدد بعد التشخيص الدقيق للحالة.

وأكد د. شماسنة أن شرب المياه بكثرة يساعد في تخفيف أعراض الشقيقة والوقاية منها، إذ تعمل السوائل على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الالتهابات في الجسم، مشيرًا إلى أهمية شرب الماء صباحًا وقبل النوم بانتظام.

وفي ختام حديثه لراية، شدّد على ضرورة عدم إهمال الصداع المتكرر، لأنه قد يكون عرضًا لمشكلة أخرى مثل التهابات الجيوب الأنفية أو ضعف النظر أو أمراض أخرى تتطلب فحوصات دقيقة، موضحًا أن التشخيص الصحيح هو الطريق الأمثل لتخفيف المعاناة والحد من تطور المرض.