أبو هولي: إطلاق الدفعة الرابعة من مشروع تحسين المخيمات في قلنديا بتمويل من الحكومة اليابانية

2025-10-21 09:38:17

أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية،أمس الاثنين، الدفعة الرابعة من مشروع تحسين المخيمات في مخيم قلنديا بمحافظة القدس، بتمويل من الحكومة اليابانية عبر الصندوق النظير، وبالتعاون مع وزارة المالية الفلسطينية، وذلك خلال لقاء عُقد في قاعة اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، بمشاركة ممثلين عن المؤسسات الرسمية والدولية واللجان الشعبية.

ويهدف المشروع إلى وضع خطط استراتيجية شاملة للمخيمات من خلال إشراك جميع فئات المجتمع في عملية اتخاذ القرار وتحديد احتياجاتهم وفق المبدأ التشاركي الشمولي، بما يسهم في تحسين الواقع المعيشي وتعزيز البنية التحتية داخل المخيمات الفلسطينية.

واستُهل اللقاء بكلمة مدير دائرة العلاقات العامة في اللجنة الشعبية لخدمات مخيم قلنديا، السيد محمد سعيد أصلان، الذي رحّب بالحضور قائلاً إن مخيم قلنديا، رغم ضيق مساحته، يتّسع بقلوب أبنائه ويختزن في زواياه حكاية شعبٍ آمن بأن الكرامة لا تُمنح بل تُنتزع بالإصرار والعمل. وأكد أن المشروع لا يقتصر على البعد العمراني فحسب، بل يجسّد عهداً إنسانياً وإيماناً بقدرة الإنسان الفلسطيني على النهوض من رحم المعاناة، مستلهماً من التجربة اليابانية إرادة الصمود وتحويل الألم إلى إنجاز. كما عبّر عن شكر المجتمع المحلي للحكومة والشعب الياباني على دعمهم الصادق، الذي رأى في اللاجئ الفلسطيني إنساناً يحمل قضية لا مجرد متلقٍ ينتظر العطاء، مؤكداً أن مخيم قلنديا يمد يده شريكاً في بناء الغد، لا طالباً للعون.

وتحدث نائب محافظ القدس، الدكتور عبد الله صيام، عن أهمية المشروع في ظل التحديات التي تواجه محافظة القدس ومخيماتها، مثمّناً جهود منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين في مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية التي تخدم اللاجئين وتدعم صمودهم.

وفي كلمته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور أحمد أبو هولي، أن مخيم قلنديا يمثل "قلب الوطن وبوابة القدس"، مشيداً بالدعم الكبير والمستدام من الحكومة والشعب الياباني ووكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والذي حوّل الخطط الاستراتيجية إلى واقع ملموس وشكّل نموذجاً يُحتذى به في العمل التنموي التشاركي.

وأوضح الدكتور أبو هولي أن إطلاق الدفعة الرابعة من مشروع تحسين المخيمات، التي تشمل مخيمات قلنديا والعين والعروب، يأتي امتداداً لنجاحات مشروع PALCIP الذي استهدف حتى الآن 12 مخيماً فلسطينياً، مؤكداً أن التجربة أثبتت أن الإرادة المجتمعية هي القوة الدافعة للتغيير. وأضاف أن التزام دائرة شؤون اللاجئين ينصبّ على مواصلة النهج التشاركي والشمولي الذي يجعل من سكان المخيمات المهندس والشريك وصاحب القرار في مسار التنمية، مشيراً إلى أن الهدف من المشروع لا يقتصر على تطوير البنية التحتية فحسب، بل على تعزيز صمود اللاجئين والحفاظ على هوية المخيم كرمزٍ للعودة.

وشدّد الدكتور أبو هولي على أن ملف تحسين المخيمات هو ملف وطني وسياسي بامتياز، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحق العودة غير القابل للتصرف، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية – ولا سيما جنين وطولكرم ونور شمس – تتعرض لاعتداءات ممنهجة، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تهدف إلى كسر إرادة الصمود الفلسطينية.

كما أشار إلى أن الحديث عن التنمية لا يمكن فصله عن المأساة المستمرة في قطاع غزة، مجدداً الدعوة إلى احترام وقف إطلاق النار وضمان الانسياب الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية، والبدء في إزالة الأنقاض وتقييم الأضرار تمهيداً لإعادة إعمار شاملة وعادلة.

وأكد أن دائرة شؤون اللاجئين تواصل العمل ضمن خطة استراتيجية للوصول إلى المخيمات الخمسة المتبقية في الضفة الغربية خلال السنوات القادمة، بغضّ النظر عن التمويل الخارجي، مشدداً على أن قضية اللاجئين وتعزيز صمود المخيمات ستبقيان في صلب العمل الوطني الفلسطيني.

وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور أبو هولي نداءً إلى الشركاء اليابانيين والدوليين للوقوف إلى جانب وكالة الغوث الدولية (الأونروا) ودعم موازناتها في ظل ما تتعرض له من حملة استهداف غير مسبوقة، مؤكداً أن دعم الأونروا هو دعم مباشر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين. كما أرسل تحية من مخيم قلنديا إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس ومخيمات الوطن والشتات، تقديراً لصمودهم الأسطوري في وجه العدوان، مؤكداً أن وحدة الشعب والأرض هي الضمانة الحقيقية لاستمرار النضال نحو الحرية والعودة.

وأكد سعادة السفير الياباني أرايكي كاتسوهيكو لأهالي مخيم قلنديا، خلال احتفال تدشين مشروع تحسين المخيمات، أهمية استمرار التعاون مع المجتمع المحلي لضمان تلبية الاحتياجات الفعلية للسكان، مثمّناً جهود الجهات المعنية ودور النساء والشباب وكبار السن في المشاركة الفعّالة في تطوير المخيمات. وأوضح السفير التزام اليابان بدعم مشاريع تحسين المخيمات وتوسيع أنشطتها لتشمل مخيمات إضافية، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الاستقرار والتنمية والرفاه للفلسطينيين.

ورغم التحديات السياسية والأمنية، أكدت اليابان استمرار دعمها للفلسطينيين منذ عام 1993، عبر تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والاجتماعية بمساعدات تُقارب قيمتها 2.6 مليار دولار أمريكي، شملت بناء الدولة وتطوير الموارد البشرية، مع التأكيد على أن تحسين سبل العيش في المخيمات يبقى من أولويات اليابان لإحداث فرق ملموس في حياة الأشخاص الأكثر تضرراً.

وأضاف الممثل الرئيسي لمكتب جايكا في فلسطين، السيد ميتسوتاكا هوشي، خلال حفل إطلاق مشروع تحسين المخيمات – الدفعة الرابعة – في مخيم قلنديا، أن المشروع يهدف إلى تعزيز ظروف المعيشة وسبل العيش للاجئين من خلال التخطيط التشاركي الشمولي، مؤكداً أهمية مشاركة السكان في تحديد احتياجاتهم والمساهمة في صنع القرار. وأشار إلى أن المشروع لا يُغني عن خدمات وكالة الغوث (الأونروا)، ويعتمد على شراكة فعّالة معها لضمان تحسين حياة اللاجئين مع الحفاظ على حق العودة.

وقدّم مدير الرقابة في دائرة شؤون اللاجئين، السيد حسام مصلح، عرضاً تفصيلياً تناول فيه الخطوط العريضة وآلية تنفيذ المشروع خلال الدفعة الرابعة.

وأدار وكيل دائرة شؤون اللاجئين، السيد أنور حمام، نقاشاً واسعاً مع الحضور، مجيباً عن جملة الاستفسارات التي قدّمها المشاركون في فعالية إطلاق المشروع.

واختُتم اللقاء بكلمة مدير عام المخيمات في دائرة شؤون اللاجئين، السيد محمد عليان، الذي أعرب عن شكره للحكومة اليابانية عبر الصندوق النظير ولوزارة المالية الفلسطينية على دعمهم المتواصل، مؤكداً أن دائرة شؤون اللاجئين ستواصل العمل وفق رؤية ميدانية تشاركية لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمشروع على أرض الواقع.

ويُعد مشروع تحسين المخيمات من البرامج التطويرية الأساسية التي تنفذها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بتمويل من الحكومة اليابانية عبر الصندوق النظير، وبالتعاون مع وزارة المالية الفلسطينية، ويستهدف مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر خطط تنموية تشاركية تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات العامة وتعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين داخل مخيماتهم.