كوشنير يقول المبتدأ ولا يقول الخبر

2025-10-21 10:45:11

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، يحظى رجلٌ بلقب اجتماعي ولكنه أقوى من أي لقبٍ رسمي.

هو السيد جاريد كوشنير صهر الرئيس، الرجل الوسيم واللبق، الذي تمكّن من حمل ابنة الرئيس ترمب على تغيير دينها، إذ من أجل حبيبها اعتنقت ديانته اليهودية.

ما علينا في هذا الجانب من حياة السيد كوشنير، ولا نعرف ما إذا كانت الوظيفة التي تُسجّل عادةً في جواز السفر تحمل جملة صهر الرئيس، أم تحمل توصيفاً آخر، وهذا كذلك أمرٌ لا يهمنا.. فما الذي يهمنا إذاً؟

الرجل لعب دوراً هاماً في إبرام اتفاق غزة المنبثق عن مبادرة "عمّه" ترمب، وهو الآن في المنطقة متأبطاً ذراع السيد ويتكوف، ويمهّد الاثنان لزيارة السيد فانس نائب الرئيس، حيث الثلاثة يعملون على ضبط السلوك الإسرائيلي كي لا ينهار الإنجاز الوحيد الذي حققه الرئيس ترمب وهو وقف إطلاق النار تمهيداً لإنهاء الحرب.

صهر الرئيس وصف بأنه الأكثر مرونةً من بين فريق العاملين مع ترمب، ويقال أيضاً إنه الأكثر تأثيراً في سياساته، ما يهمنا من أمره تصريحٌ أدلى به بعد أن رأى دمار غزة، ووصف ما حلّ بها كما لو أنه تفجير قنبلةٍ نووية، ورفض اعتبار ما جرى حرب إبادةٍ وذلك مجاملةً لإسرائيل التي ترفض هذا المصطلح، فوجّه نصيحة للإسرائيليين قال فيها.. "إذا كنتم تريدون دمج إسرائيل في الشرق الأوسط فعليكم إيجاد وسيلةٍ لمساعدة الشعب الفلسطيني على الازدهار وتحسين أوضاعه".

تصريحات كوشنير هذه تشبه جملةً قيل فيها المبتدأ دون أن يقال الخبر، فبدت مبتورةً لا معنى لها سوى بقاء الأمر الواقع على حاله، ولكن بتقديم تسهيلاتٍ معيشيةٍ للفلسطينيين لتمرير حياتهم اليومية، مع بقاء الاحتلال والاستيطان على حاله، وحين سُئل عن الدولة الفلسطينية قال.. "إن الوقت ما يزال مبكراً عليها". وهذا قولٌ أمريكي قديمٌ ومتكرر، ومعناه الفعلي الذي لم يستطع صهره الرئيس الإفصاح عنه أن الصراع سوف يستمر واحتمالات تجدد الحروب سوف تبقى قائمةً وبين الحرب والتي تليها مجرد مسكنّاتٍ تسمى بالتسهيلات لا أكثر ولا أقل!