في اليوم العالمي لهشاشة العظام: د. خليل عيسى يوضح لراية أسباب المرض الصامت وطرق الوقاية والعلاج

2025-10-21 12:53:14

بمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام، تحدث د. خليل عيسى، أخصائي طب وجراحة العظام والمفاصل والترميم والعمود الفقري، لإذاعة "راية" عن أهمية التوعية بالمرض المعروف بـ"القاتل الصامت"، موضحًا أنه يصيب ملايين الأشخاص حول العالم دون أعراض واضحة، ما يجعل الكشف المبكر والوقاية أساس الحفاظ على صحة العظام.

وقال د. عيسى إن هشاشة العظام هي نقص تدريجي في كثافة العظام يؤدي إلى ضعفها وزيادة خطر الكسور، مبينًا أن "90% من الحالات تعود إلى التطور الطبيعي مع التقدم في العمر"، مشيرًا إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة خصوصًا بعد انقطاع الدورة الشهرية، نتيجة فقدان هرمون الإستروجين الذي يساعد في بناء العظام.

وأوضح أن المرض ينقسم إلى نوعين: النوع الطبيعي (التطوري): يحدث مع التقدم في العمر كنتيجة طبيعية.
النوع المرضي: ويصيب فئات أصغر سنًا نتيجة أمراض مزمنة مثل الكُلى أو الروماتيزم أو اضطرابات الغدة الدرقية، إضافة إلى تأثير بعض الأدوية والنقص الغذائي الحاد أو النحافة المفرطة.

وأضاف أن هشاشة العظام لا تسبب أي ألم أو أعراض واضحة، وغالبًا لا تُكتشف إلا بعد حدوث كسر، مؤكدًا أن "غياب الأعراض يجعل الفحص الدوري لكثافة العظام ضروريًا خصوصًا للنساء بعد سن الخمسين"، داعيًا إلى إجراء فحص فيتامين (د) والكالسيوم والغدة جار الدرقية بشكل منتظم.

وحول سبل الوقاية، شدد د. عيسى على أن نمط الحياة الصحي هو خط الدفاع الأول، موضحًا أن “قلة النشاط البدني والجلوس الطويل وضعف التعرض لأشعة الشمس” من أبرز الأسباب التي تضعف العظام.

وأشار إلى أهمية، ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.، تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل الحليب واللبن والبيض ومشتقات الألبان، تعويض نقص فيتامين (د) من خلال المكملات عند الحاجة، تناول الفواكه الحمضية الغنية بفيتامين (C) لتقوية العظام والمفاصل.

أما عن العلاج، فأكد عيسى أن "العلاج الدوائي ضروري بعد التشخيص المؤكد"، ولا يمكن الاكتفاء بالغذاء أو الرياضة فقط، موضحًا أن هناك أدوية حديثة تُعطى على شكل إبر شهرية أو سنوية تحقق فعالية مماثلة للعلاجات التقليدية.

وفيما يتعلق بالأطفال والمراهقين، حذر د. عيسى من أن "الحياة الخاملة والإفراط في استخدام الهواتف والألعاب الإلكترونية يقللان من نشاط الجسم ونمو العظام"، داعيًا الأهل لتشجيع أبنائهم على اللعب في الهواء الطلق والتعرض للشمس واتباع تغذية متوازنة خالية من المشروبات الغازية والسكريات الزائدة.

كما وجّه د. عيسى تحذيرًا حاسمًا من التدخين بجميع أنواعه، واصفًا إياه بأنه “أحد الأسباب الرئيسية لتآكل العظام وضعف نموها”، مشيرًا إلى أن التدخين يُضعف امتصاص الكالسيوم ويُسرّع فقدان الكتلة العظمية، سواء كان تدخينًا تقليديًا أو إلكترونيًا.

واختتم د. عيسى حديثه برسالة توعوية قال فيها: “الوقاية تبدأ من نمط الحياة. التغذية المتوازنة، النشاط البدني، والابتعاد عن التدخين هي الركائز الأساسية لحماية العظام من الهشاشة. كل إنسان قادر على تجنّب هذا المرض الصامت إذا قرر الاهتمام بصحته مبكرًا”.