خاص| "تل الزعتر".. مشروع يزرع فرص عمل للنساء ويحفظ هوية المطبخ الفلسطيني

2025-10-22 14:14:17

بين عطر الزعتر ونكهة الصمود، تنسج مؤسسة رواد التنمية في فلسطين حكاية جديدة للمرأة الفلسطينية، من خلال مشروع “تل الزعتر” في قرية بدرس غرب رام الله، الذي يجمع بين الزراعة والإبداع في المطبخ الفلسطيني.

المشروع، الذي انطلق بعد السابع من أكتوبر استجابةً للظروف الاقتصادية الصعبة، تحوّل إلى نموذج حقيقي للتنمية المستدامة وتمكين النساء، عبر إنتاج زعتر فلسطيني خالص وتوثيق وصفاته في كتابٍ يُعيد للذاكرة طعم الأرض والهوية.

وقالت مديرة مؤسسة رواد التنمية في فلسطين، سماح حامد، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن مشروع تل الزعتر جاء استجابةً للظروف التي تمر بها البلاد بعد السابع من أكتوبر، حيث فقد عدد كبير من أهالي القرى غرب رام الله أعمالهم داخل أراضي الـ48، مما استدعى إيجاد بدائل اقتصادية داخلية تُمكّن العائلات من الصمود.

وأضافت أن المشروع “أعاد الأهالي إلى أراضيهم من جديد”، مشيرةً إلى أن الزعتر الفلسطيني الذي يُعرف بـ”الذهب الأخضر” بات مصدر رزق أساسيًا لنساء القرية، إذ تم تشغيل 30 سيدة من بدرس بمراحل متعددة تشمل الزراعة والقطف والتنشيف والطحن.

وأوضحت حامد أن المشروع لا يقتصر على تشغيل النساء مقابل أجر فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تأمين منح تعليمية لطلبة القرية في الجامعات الفلسطينية، في إطار استراتيجية مؤسسة رواد الهادفة إلى “ربط التنمية بالتعليم من خلال مشاريع مستدامة داخل القرى”.

وفي سياقٍ موازٍ، كشفت حامد أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع المشروع إلى قرية نعلين، رغم التحديات المائية الكبيرة في المنطقة. وقالت: “قضيتنا المحورية اليوم هي المياه، والنساء في هذه القرى يعانين كثيرًا من شحها، لذلك نسعى مع الشركاء لإيجاد حلول بديلة كحفر الآبار وإنشاء البرك التجميعية”.

من جانبها، قالت الشيف الفلسطينية هبة الجيطان، في حديث خاص لـ"رايــة"، إنها تعمل مع مؤسسة رواد على إعداد كتاب وصفات بعنوان “تل الزعتر”، يوثق الوصفات الفلسطينية التقليدية والحديثة التي يدخل فيها الزعتر كمكوّن رئيسي.

وأوضحت الجيطان أن الكتاب سيتضمن 30 وصفة متنوعة تشمل السلطات، الوجبات الرئيسية، والحلويات، مؤكدةً أن الهدف هو “تعريف العالم على نكهة الزعتر الفلسطيني الأصيلة، وإظهار تنوع استخداماته في المطبخ المحلي والعالمي”.

وأضافت: “الزعتر ليس فقط للمنقوشة أو الفطور مع الزيت، بل يمكن استخدامه في الدجاج واللحم والسلطات وحتى الحلويات مثل كيك الليمون بالزعتر”. وتابعت: “في المطبخ الحديث، يُعدّ الزعتر الفلسطيني مثل التايم والروزماري في المطبخ الغربي، ويمكن دمج نكهاته في أطباق من ثقافات متعددة”.

وأكدت الشيف الجيطان أن هذا المشروع “يُمثل تمكينًا حقيقيًا للنساء”، لأنه “يمنحهن القدرة على الإنتاج والاستقلال الاقتصادي، ويتيح لهن تسويق منتجاتهن داخل فلسطين وخارجها”.