فلسطين تحدّث خطتها الوطنية لمواجهة التغير المناخي حتى عام 2040
تستعد سلطة جودة البيئة الفلسطينية لإطلاق العمل على تحديث الخطة الوطنية للمساهمات المحددة وطنياً في مواجهة التغير المناخي، وذلك بالتعاون مع مختلف الشركاء من المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، ضمن التزامات دولة فلسطين باتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2016.
وقال المهندس سامر كلبونة، القائم بأعمال الإدارة العامة للمشاريع وتغير المناخ في سلطة جودة البيئة، إن الحدث الذي سيُعلن عنه غداً يمثل انطلاق العمل على إعداد الخطة الجديدة التي ستمتد حتى عام 2040، موضحاً أن هذه الخطة يتم تحديثها كل خمس سنوات لضمان مواكبتها للمتغيرات البيئية والاقتصادية والسياسية.
وأوضح كلبونة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الخطة الحالية تُعد بمثابة بداية جديدة نظراً للظروف غير المسبوقة التي تمر بها فلسطين، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتفاقم معدلات البطالة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، كلها عوامل فرضت إعادة صياغة الأولويات الوطنية البيئية.
وأضاف أن اتفاقية باريس تُلزم الدول بتقديم خطط واضحة لخفض الانبعاثات الغازية والتكيف مع التغير المناخي، رغم أن فلسطين ليست من الدول المنتجة لهذه الانبعاثات، بل من الدول المتضررة منها بشكل مباشر من خلال موجات الحر والبرد غير المعتادة، وتلوث المياه والتربة بفعل الممارسات الإسرائيلية.
وبيّن كلبونة أن أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ الخطة تكمن في الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيق الوصول إلى مصادر المياه والأراضي، إضافة إلى نقص التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع البيئية الكبرى.
وأكد أن الخطة الفلسطينية الجديدة ستكون مشروطة بتمويل دولي مخصص للدول النامية ضمن اتفاقية المناخ، موضحاً أن مؤتمر المناخ الأخير أقر تقديم 300 مليار دولار سنوياً للدول المتضررة من التغير المناخي، وتأمل فلسطين في الاستفادة من هذا التمويل لتنفيذ برامجها الوطنية.
وأشار إلى أن الخطة ستشمل جميع المحافظات الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة الذي سيتم التعامل معه بخصوصية نظراً للظروف الاستثنائية التي يعيشها، وستتضمن أيضاً برامج توعوية وبناء قدرات تستهدف المدارس والجامعات والمجتمع المدني.
وختم كلبونة بالتأكيد على أن الخطة ليست خطة لسلطة جودة البيئة وحدها، بل خطة وطنية شاملة تشارك فيها الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مضيفاً: "كل إنسان على هذا الكوكب له دور في الحفاظ على المناخ، ودورنا في فلسطين رغم صِغره هو جزء من الجهد العالمي لحماية الأرض والإنسان".