خبير لراية: الخطة الأمريكية لإدارة غزة "غير واقعية" وتمهد لاحتلال جديد تحت غطاء دولي

2025-11-05 09:32:04

قال الخبير في الشأن الأمريكي والشرق الأوسط توفيق طعمة إنّ الخطة الأمريكية المقترحة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب تمثل محاولة لإعادة فرض السيطرة على القطاع من خلال قوات أمن دولية تعمل على نزع سلاح المقاومة، واصفًا المشروع بأنه "خطة غير واقعية" تتجاوز جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتمهد لمواجهة جديدة داخل القطاع.

وأوضح طعمة في حديث خاص لـ"رايــة" أن الخطة الأمريكية لإدارة قطاع غزة "غير واقعية"، لأن واشنطن تطالب بنشر قوات دولية في القطاع، وفقًا لمسودة قدمت إلى الأمم المتحدة وعدة أطراف دولية، مبينًا أن هذه القوة ستكون "قوة إنفاذ أمنية" وليست قوات سلام.

وأضاف أن وجود قوات أمن داخل المدن وبين الناس يشكل خطرًا كبيرًا على الوضع في غزة، موضحًا أن الرئيس الأمريكي يريد من هذه القوة أن تتولى مهام أمنية، وعلى رأسها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وهو ما فشلت إسرائيل في تحقيقه خلال أكثر من عامين من الحرب، مؤكدًا أن هذه المساعي تعدّ محاولة جديدة للسيطرة على القطاع عبر أدوات دولية أو عربية.

وبيّن طعمة أن هذه الخطة تتجاهل جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتحدث فقط عن غزة وكأنها "مستعمرة أمريكية أو غربية"، دون الإشارة إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وحول ما تخشاه واشنطن من إدارة فلسطينية في غزة، قال طم إن الولايات المتحدة لا تخشى شيئًا من وجود إدارة فلسطينية خالصة، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو من يرفض أي شكل من أشكال الإدارة الفلسطينية، سواء من قبل السلطة أو حركة حماس، لافتًا إلى أن حماس بدورها أعلنت منذ نحو عام أنها لا ترغب في إدارة القطاع، وسلمت الملف للمبادرة المصرية ولجنة الإسناد المجتمعي.

وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي من هذه الخطة، أشار طم إلى أن المشروع الأمريكي سيواجه تحفظات واسعة داخل مجلس الأمن وأوساط دولية وإقليمية، لأنه غير قابل للتطبيق. وقال:

"كيف يمكنهم نزع سلاح المقاومة؟ هذا سيقود إلى صدام مباشر بين القوات الدولية والمقاومة الفلسطينية، ما يعني أن هذه القوات ستقوم بدور الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وهذا مرفوض تمامًا".

وأوضح أن دولًا عربية أيضًا قد ترفض هذه الخطة، مشيرًا إلى تصريح وزير الخارجية القطري الذي أكد أن أي قوة دولية "يجب أن تحمي الفلسطينيين لا أن تطلق النار عليهم"، وأن مهمة أي قوة سلام يجب أن تكون مراقبة الحدود وحفظ الأمن بعد انسحاب إسرائيل من القطاع، وليس فرض نظام سياسي جديد على الفلسطينيين.

وأكد طم أن الولايات المتحدة تمارس الابتزاز والتهديد لدول عربية من أجل القبول بهذه المسودة، محذرًا من أن القبول بها سيؤدي إلى اقتتال داخلي فلسطيني وصدام بين المقاومة والقوات الدولية، بدلًا من تحقيق السلام.

وأضاف أن على واشنطن أن تتعامل مع جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلًا من فرض حلول "ترقيعية" تخدم إسرائيل وحدها، مؤكدًا أن مسودة الخطة الأمريكية "كتبت بأيدٍ صهيونية" ولا تراعي الحقوق الفلسطينية.

وختم حديثه بالقول: "القبول بهذه الإملاءات يعني الانتحار السياسي للشعب الفلسطيني. لن يقبل أي فلسطيني برفع الراية البيضاء أو التنازل عن حق تقرير المصير. خطة ترامب الجديدة فاشلة ولن يكتب لها النجاح، لأنها تتجاهل أساس القضية الفلسطينية".