خاص| مقاومة الإنسولين.. الأعراض وطرق الوقاية المبكرة!
تُعدّ مقاومة الأنسولين إحدى أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم اليوم، وهي حالة يفقد فيها الجسم قدرته الطبيعية على الاستجابة لهرمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم. ومع استمرار هذه المقاومة، يضطر البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الأنسولين للحفاظ على التوازن، قبل أن يبدأ بالإنهاك تدريجيًا، ما يمهّد الطريق لظهور مقدمات السكري ثم السكري من النوع الثاني.
ما هي مقاومة الإنسولين؟
عرّف الدكتور سمير شماسنة الإنسولين قائلاً: "الإنسولين هرمون أساسي يفرزه البنكرياس، ووظيفته إدخال الجلوكوز إلى الخلايا لتوفير الطاقة. عند وجود خلل في استجابة بعض الخلايا للإنسولين، مثل العضلات والكبد والدهون، تصبح عملية امتصاص الجلوكوز صعبة، وهنا تظهر مقاومة الإنسولين."
وأوضح أن مقاومة الإنسولين تعتبر بوابة صامتة نحو السكري، وأن البنكرياس يحاول التعويض بإفراز كميات أكبر من الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر طبيعيًا، لكن مع الوقت قد يتعب البنكرياس ويبدأ مستوى السكر بالارتفاع، لتبدأ مرحلة ما قبل السكري.
من الأكثر عرضة لمقاومة الإنسولين؟
أوضح الدكتور شماسنة العوامل التي تزيد احتمال الإصابة:
- زيادة الوزن، خصوصًا دهون البطن
- قلة النشاط البدني والخمول
- الإفراط في تناول الكربوهيدرات والسكريات
- التاريخ العائلي للسكري
- تكيس المبايض عند النساء
- ارتفاع ضغط الدم أو الدهون الثلاثية
- قصور الغدة الدرقية
- السكري الحملي السابق
- الكبد الدهني
وأشار إلى أن وجود أحد هذه العوامل قد يكون كافيًا لزيادة مقاومة الخلايا للإنسولين، وليس بالضرورة توافرها جميعًا في الشخص الواحد.
الأعراض التي تستدعي الانتباه
من أبرز الأعراض المبكرة لمقاومة الإنسولين:
- عطش متكرر وتعب بعد الأكل مباشرة
- جوع مستمر رغم تناول الطعام
- كثرة التبول
- ضبابية الرؤية
- التهابات جلدية أو مهبلية متكررة
- بطء التئام الجروح
- اسمرار الجلد في مناطق مثل الركبتين وتحت الإبط
- ظهور حب الشباب أو تصبغات جلدية
وأوضح الدكتور أن هذه الأعراض تمثل إنذارًا مبكرًا لمشاكل التمثيل الغذائي ويجب مراجعة الطبيب فور ملاحظتها.
تشخيص مقاومة الإنسولين ومرحلة ما قبل السكري
أوضح الدكتور سمير أن الفحوص الأساسية تشمل:
- سكر الصائم (Fasting Blood Sugar): بين 100 و125 مجم/دل يشير لمرحلة ما قبل السكري.
- فحص HbA1c التراكمي: بين 5.7% و6.4% يشير أيضًا إلى مرحلة ما قبل السكري.
- سكر بعد ساعتين من الأكل: بين 140 و199 مجم/دل يدل على بداية مقاومة الإنسولين أو السكري.
وأكد أن هذه الفحوص الثلاثة تساعد على السيطرة المبكرة ومنع تطور المرض.
- طرق الوقاية والعلاج
الخطوة الأولى: تعديل نمط الحياة
النشاط البدني: المشي يوميًا 30–45 دقيقة.
خفض الوزن تدريجيًا: فقدان 5–10% من الوزن يحسن حساسية الخلايا للإنسولين.
نمط غذائي متوازن:
البروتين: البيض، الدجاج، السمك، اللحوم الخالية من الدهون
الدهون الصحية: زيت الزيتون، المكسرات، الأفوكادو
الخضار الطازجة: الخيار، البقدونس، الكزبرة
تقليل السكر الأبيض والنشويات المكررة (الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، البطاطا، المعكرونة)
الابتعاد عن المشروبات الغازية والفواكه عالية السكر (العنب، المانجو، التين)
الخطوة الثانية: العلاج الدوائي
يستخدم في الحالات التي لا تستجيب لتعديل نمط الحياة.
من أشهر الأدوية: ميتفورمين وغيرها حسب تشخيص الطبيب.
شدد الدكتور على ضرورة عدم تناول أي دواء بشكل عشوائي دون استشارة الطبيب.
نصائح عملية للروتين اليومي
تناول وجبة الفطور بعد ساعتين من الاستيقاظ، مع شرب ماء فاتر مع شريحة ليمون لتنشيط الهضم.
بدء الفطور بطبق سلطة طازجة، ثم البروتين لتوفير الطاقة والشبع.
ممارسة المشي الصباحي قبل الفطور لتعزيز حساسية الخلايا للإنسولين.
تجنب الحميات القاسية والتجويع العشوائي، فالاعتدال أساس النجاح.