الجامعة الأمريكية في رام الله تعقد مؤتمر “مناهضة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات”
عُقد اليوم الإثنين، في حرم الجامعة العربية الأمريكية في رام الله، مؤتمر مناهضة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات، وذلك بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة، ضمن حملة الستة عشر يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة.
واستهدف المؤتمر تسليط الضوء على هذا الشكل المتصاعد من العنف الرقمي الذي يمس أمن وخصوصية النساء والفتيات ويشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهن في الفضاء العام والرقمي على حد سواء.
وأكدت منى الخليلي وزيرة شؤون المرأة، في كلمة المؤتمر، أن هذا اللقاء يأتي استجابة للحاجة المجتمعية والوطنية الملحة لتعزيز أدوات الحماية والوقاية الرقمية، وتنمية الوعي لدى الشابات والشباب على حد سواء، مشيرة إلى أن العنف الرقمي لا يمكن عزله عن سياق الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل أخطر أنواع العنف المركب والممنهج بحق النساء والفتيات.
وأضافت أن المؤتمر يسلط الضوء على مظاهر التحرش الإلكتروني والابتزاز وخطاب الكراهية والتنمر عبر المنصات الرقمية، مشددة على ضرورة تطوير أدوات الحماية وتعزيز ثقافة السلامة الرقمية في المؤسسات الرسمية والأكاديمية والمجتمع المحلي.
من جانبه، أوضح الدكتور سعيد أبو معلى، رئيس قسم الإعلام الرقمي الحديث في الجامعة العربية الأمريكية، أن المؤتمر يعد جزءًا من حملة مناهضة العنف ضد النساء ضمن حملة الستة عشر يومًا، وهدفه جمع الشركاء الفلسطينيين كافة لتشكيل أدوات فعالة لنشر الوعي حول العنف الرقمي.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في حالات العنف الرقمي المرتبط بالاحتلال والأسباب الاجتماعية والأمنية والتجارية، مما جعل البيئة الرقمية غير آمنة للنساء والفتيات، الأمر الذي يستدعي تعزيز جهود التوعية وتطوير سياسات حماية فعالة، لبناء ثقافة مجتمعية تمنع الانتهاكات وتدعم الضحايا.
بدورها، اعربت محافظ محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، خلال كلمة لها عن فخرها واعتزازها بكل امرأة فلسطينية ؛ صابرة مناضلة في غزة والضفة الغربية والقدس العاصمة والشتات، وفي كل أماكن وجود شعبنا، تحية لأسيراتنا الماجدات، وللجريحات، ولروح الشهيدات اللواتي قدّمن دماءهن دفاعاً عن كرامة هذا الوطن.
واضافت إنّ الاحـتلال يمارس أبشع أشكال العنف ضد أبناء شعبنا، وعلى رأسهم النساء اللواتي واجهن الإبادة، والقهر، وعنف الاحـ ـتلال وإرهابه. كما يحاول استغلال الفضاءات الرقمية لبث الانقسام والتلاعب بالرأي العام واستهداف شبابنا وشاباتنا، الأمر الذي يجعل الوعي الرقمي ضرورة وطنية.
وقالت إن المرأة الفلسطينية تعيش واقعاً مركّباً وقاسياً؛ بين عنف الاحـ ـتلال من جهة، والتحديات التي تعيشها النساء حول العالم من جهة أخرى، لكنها رغم ذلك تواصل دورها الريادي في حماية المجتمع وبناء مستقبله.
وتقدمت غنام بالشكر والتقدير للجامعة العربية الأمريكية، وللقائمين على هذا المؤتمر، وللطلبة المشاركين
ووجهت غنام رسالة لكل امرأة فلسطينية: ارفعي صوتك ولا تترددي في المطالبة بحقوقك، فوعي النساء بحقوقهن أساس حماية الأسرة والمجتمع بأكمله، فاذا كانت المرأة بخير فان المجتمع كله بخير.
وتخلل المؤتمر عرض للتحديات القانونية والحقوقية والنفسية المرتبطة بالعنف الرقمي، مع تقديم توصيات عملية لتعزيز الأمن الرقمي في المجتمع الفلسطيني وتمكين النساء من الدفاع عن حقوقهن وحماية أنفسهن من أي انتهاك محتمل.
وأكد المشاركون أن مشاركة جميع الأطراف الفلسطينية، من مؤسسات حكومية وأكاديمية ومجتمعية، تعزز من فاعلية المبادرات الوطنية لمكافحة العنف الرقمي، وتضع إطارًا لتعاون مستدام لضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا للفتيات والنساء.