تأخر النطق عند الأطفال.. أخصائية توضح لراية الأسباب والعوامل الخفية وراء تفاقم المشكلة
مع ارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون من تأخر في النطق واللغة في فلسطين، باتت مشكلة التأخر النطقي أكثر وضوحًا، خاصة عند الأطفال الذين لديهم جميع مقومات الدعم الأسري.
وفي حوار خاص مع “رايــة”، سلطت حنين الشيخ، اخصائية سمع في مركز بريميوم للسمع والنطق، الضوء على الأسباب المحتملة لتأخر النطق عند الأطفال وطرق التعامل المبكر لتفادي تفاقم المشكلة، مؤكدًة أن التعرض المفرط للشاشات والعوامل الصحية المبكرة من أبرز أسباب التأخر.
وقالت الشيخ: إن التواصل الطبيعي للأطفال يعتمد على التفاعل المباشر مع الأسرة، مؤكدة أن الطفل يحتاج إلى مرسل ومستقبل في عملية التواصل، لذا فإن الاعتماد على الشاشات يحد بشكل كبير من تطور اللغة والكلام.
وأضافت أن الأطفال اليوم يعانون تأخرًا حتى مع توفر العائلة الممتدة والبيئة الغنية بالتفاعل، وأرجعت ذلك لعدة أسباب منها عدم الفحص المبكر للسمع عند الولادة، والتهابات الأذن الوسطى المتكررة، بالإضافة إلى التعرض المبكر للشاشات قبل سن سنتين، الذي ثبت علميًا أنه ممنوع ويؤثر سلبًا على النطق واللغة.
وأضافت أن التحدث بأكثر من لغة في المنزل لا يسبب التأخر اللغوي، بل على العكس، يمكن للطفل تعلم عدة لغات قبل سن الرابعة، لكن تعلم لغة ثانية قبل إتقان اللغة الأم قد يبطئ تطور الكلمات الأولى مؤقتًا. كما لفتت إلى أن الأطفال الذين يتعلمون اللغة العربية الفصحى في المنزل بدل اللغة المحكية يواجهون صعوبة في النطق الطبيعي في سن مبكرة، خاصة إذا كان الوقت المخصص للتفاعل الأسري محدودًا والشاشات هي المصدر الرئيسي للترفيه والتعلم.
وشددت الشيخ على أهمية تقييم الأطفال بين عمر 10 أشهر وسنتين لملاحظة التأخر اللغوي، مشيرة إلى أن الطفل ينبغي أن يبدأ بالكلمات ذات المعنى (مثل “ماما” و”بابا”) ويصل إلى جمل من كلمتين بحلول عمر السنتين، حيث يمثل أي تأخر في هذه المرحلة مؤشرًا على الحاجة للتدخل المبكر.
وأوضحت أن الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو قلة التركيز غالبًا ما يكون لديهم تأخر لغوي مرتبط بالحركة الزائدة، مشيرة إلى أن الأهل هم المسؤولون الرئيسيون عن متابعة الطفل وتطبيق جلسات النطق داخل المنزل بالتوازي مع التدخلات المتخصصة، لضمان التقدم الطبيعي في اللغة وتقليل الاعتماد على الشاشات.
وقالت الشيخ: “حتى جلسة نطق واحدة للطفل تستغرق 40 دقيقة، لكن الطفل موجود 24 ساعة، فإذا لم يتعاون الأهل في اللعب والتفاعل معه، لن تتحقق النتائج المرجوة”.
واختتمت بالقول إن المعلومة الصحيحة والممارسات العلمية المبكرة هي الحل الأمثل لمواجهة تأخر النطق واللغة، موصية الأسر بالابتعاد عن الشاشات، ومتابعة الفحوص الطبية المبكرة، وضمان تفاعل مستمر مع الطفل من خلال الأنشطة اليومية.