خاص| من التهدئة إلى الاغتيال الانتقائي.. ماذا يعني استهداف القائد رائد سعد؟
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، القائد في كتائب القسام رائد سعد، إثر غارة جوية استهدفت مدينة غزة، في عملية وصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها "دقيقة" واتُّخذ قرارها من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل.
وفي تحليل خاص لـ*"رايـــة"، قال الباحث المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن اغتيال رائد سعد لا يمكن التعامل معه كاستهداف فردي أو ضربة عابرة، بل يشكل ضربة قوية للجناح العسكري لحركة حماس، لافتًا إلى أن سعد يُعد ثاني أهم شخصية عسكرية في القسام، ومن قادة الصف الأول.
وأوضح أبو زبيدة أن القائد رائد سعد شارك في التخطيط لعمليات مفصلية، من بينها عملية "طوفان الأقصى"، وكان أحد العقول البارزة في منظومة تطوير السلاح والقدرات العسكرية، ما يجعل اغتياله رسالة إسرائيلية واضحة باستهداف البنية القيادية للمقاومة.
وأضاف أن الترويج الإسرائيلي للعملية بوصفها دقيقة وخاصة، يعكس توجهًا استراتيجيًا لا يهدف إلى الرد على حدث محدد، بل يسعى إلى تقويض القدرة التنظيمية والعسكرية للمقاومة، ومنعها من إعادة بناء قدراتها، خاصة بعد الحرب الأخيرة.
وأشار أبو زبيدة إلى أن الاحتلال يحاول فرض قواعد اشتباك جديدة، تقوم على إعادة تعريف مفهوم التهدئة، بحيث لا تعني وقف العمليات أو التزامًا متبادلًا، بل مرحلة عملياتية منخفضة الكثافة تُدار فيها المعركة بأدوات مختلفة، أبرزها الاغتيالات والضربات الاستخبارية الانتقائية.
وبيّن أن إسرائيل باتت تفضّل هذا النمط من الصراع، لأنه أقل كلفة بشرية واقتصادية من الحرب الشاملة، ويسمح لها بمواصلة عمليات القتل دون التعرّض لضغوط دولية واسعة، مشيرًا إلى أن عددًا من قادة الفصائل، بينهم قادة في كتائب القسام وسرايا القدس، اغتيلوا خلال الشهر والنصف الماضيين رغم الحديث عن التهدئة.
ولفت أبو زبيدة إلى أن الهدف المركزي لهذه الاغتيالات هو منع ما سماه "التعافي العضوي" للمقاومة، من خلال استهداف العقول والقيادات، وقطع التسلسل القيادي، ومنع انتقال الخبرة، وإبقاء المقاومة في حالة ضغط وقلق دائمين، بما يعيق إعادة تنظيم الصفوف وتطوير القدرات.