رسالة مفتوحة لمحافظ سلطة النقد

2025-12-15 20:53:38

الاخ يحيى شنار حفظه الله،،

اتخذت عدد من البنوك المحلية والوافدة قرارا منذ فترة بالامتناع عن فتح حسابات بنكية للجمعيات والشركات غير الربحية تحت شعار انها تحمي ذاتها من الملاحقة القضائية او المداهمة من الاسرائيلي او المطالبات المالية واقامة الدعاوي من قبل منظمات امريكية او اسرائيلية بحق البنوك الفلسطينية.

الاخ يحيى شنار حفظه الله،،

ان عملية تسجيل اي جمعية تمر بمراحل معقدة وتخضع لرقابة وزارة الداخلية والاجهزة الامنية سواء المحلية منها او الاجنبية، كما ان عدد من البنوك التي تتيح فتح الحسابات البنكية للجمعيات فانها دوما تطلب معززات مالية تتعلق بالتحويلات القادمة من الخارج ومصادرها ، وبالتالي فان الحجة المعلنة لعدد من البنوك لعدم فتح الحسابات البنكية للجمعيات يصبح غير صحيح ويخضع لتقديرات غير مفهومة من البنوك وادارتها.

ان الجمعيات الخيرية والهيئات الاهلية والشركات غير الربحية قد ساهمت وما زالت سواء قبل أو بعد انشاء السلطة و خلال فترة الحرب في التخفيف من وطأة المعاناة على ابناء شعبنا ، كما انها تساهم في حماية قطاعات واسعة من ابناء المجتمع من الفقر والعوز، بل ان عدد من الجمعيات تبلغ ميزانيتها ملايين الدولارات مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، كما انها تشغل ما لا يقل عن 40 الف موظف دون المستفدين بطرق غير مباشرة لديها وبالتالي فان محاربة هذه الجمعيات من خلال رفض فتح الحسابات البنكية او التضييق عليها يصبح امرا يجدر التدخل به من قبلكم.وان استمرار محاربة الجمعيات والشركات غير الربحية بهذا الشكل هو من يقوض الاستقرار المالي والاقتصادي.

معالي محافظ سلطة النقد المحترم،،

سلطة النقد لديها السلطة القانونية والقدرة التنظيمية على اصدار تعليمات للبنوك بخصوص فتح الحسابات للجمعيات والشركات غير الربحية، وفرض غرامات على اي من البنوك المحلية او الوافدة في حال خالفت هذه التعليمات. فلا يعقل ان تكون هذه الجمعيات والشركات غير الربحية مسجلة لدى دولة فلسطين وتصدر لها اوراق رسمية ومصدقة ووفقا للاصول وترفض البنوك فتح الحسابات لها او تشديد اجراءات التعامل مع هذه الجمعيات والشركات بل والطلب من عدد منها اغلاق حساباتها والبحث عن بنوك اخرى.

ان استمرار عدد من البنوك بهذه القرارات قد يقود الى قيام هذه البنوك لاحقا بالطلب من عدد من المتعاملين اغلاق حساباتهم كما حصل مع الاسرى واسر الشهداء، وبعد حين سيتم فحص الاسماء والشركات على اعتبارات اخرى ضاربين بعرض الحائط اية معايير وطنية او مهنية وكل ذلك تحت شعار "ما بدنا وجع رأس". الاغلب من هذه الجمعيات صامتة وتبحث عن الخلاص الفردي من خلال علاقاته مع البنوك تحت شعار "المرحلة صعبة وخلينا ندبر حالنا بهدوء"

الاخ يحيى شنار حفظه الله،،

كلنا ثقة انكم ستعالجون هذا الملف وبحسم ودون تاخير وبالتعاون مع وحدة المتابعة المالية وغسل الاموال ووزارة الداخلية والاقتصاد الوطني خير معالجة ودون تاخير او ضرر لاي طرف من اصحاب العلاقة.