الشبيبة والطلبة عقل حركة فتح المتمرد

2025-12-17 10:30:00

كثرُ الكلام هذه الأيام عن الشبيبة أو الشباب والطلبة وذلك لقيام حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" بعقد المؤتمر العام للشبيبة (بالضفة، وإن شاء الله قريبًا في غزة) الذي طال انتظاره، وعليه نكتب سلسلة من الحلقات هذه أولها.

على أهمية الفئة العمرية وخاصة في مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية والخريجين بعدها، لما تحمله من طموح وإرادة فعل وقابلية إنجاز وأفكار جموحة وأهداف كبيرة ورغبة في تحقيق المستحيل، فإن مجرد الاتجاه نحو عقد المؤتمر يشكل علامة فارقة في تاريخ الحركة، والاهتمام بالشباب من جهة، وأساسًا متينًا لإحداث التغيير. لاسيما وحجم المتغيرات والتحديات الداهمة في العالم سواء سياسيًا أو فكريًا او إعلاميًا أو بقنوات التواصل الاجتماعي والذكاء الالكتروني والمؤثرين بالواقع الحقيقي وذاك الافتراضي الذين في جلّهم من الشباب، والتي تعكس نفسها على واقع التنظيم السياسي عامة بما فيه الحركة.

إن عقد مؤتمر الشبيبة الفتحوية ومُدخلاته التي شكلت عرسًا ديمقراطيًا قلّما يشهده تنظيم فلسطيني فاعل، ومُخرجاته التي تضمنت عديد الأوراق القوية والفاعلة لهو انجاز محاطٌ بهالة الاحترام لأبناء الياسر أبوعمار زعيم المقاومة والثورة الفلسطينية المعاصرة وحامل لواء الثورة العالمية، وأخوة وأخوات دلال وأخوة وأخوات الشهداء الكبار من أمثال صلاح خلف (أبوإياد) الى خليل الوزير (أبوجهاد) الى أبوعلي إياد وسعد صايل وماجد أبوشرار وخالد الحسن، وصائب عريقات، وصخر حبش...، ومثلهم ممن لحقوهم أمثال شرف الطيبي، د.ثابت ثابت، ومروان زلوم وحسين عبيات وعمار أبوبكر وأبوجندل وفادي وشحة...والمئات المئات من شهداء فلسطين وشهداء الشبيبة والطلاب على درب التحرير لفلسطين.

إنه انجاز كبير حين الالتزام بتحقيق الانعقاد الدوري للمؤتمر هذا أولًا، ومن تم بالالتزام بتنفيذ أوراق المؤتمر وبرامجه ثانيًا، ثم ثالثًا بالالتزام الصارم بالمرجعية المتمثلة بدستوره أو نظامه الداخلي والذي بالضرورة هو محقق للنظام الداخلي للحركة وبرنامجها السياسي والوطني وأهدافها طويلة المدى والقصير.

 

الاختلاف المطلوب بإطار الالتزام

إن تجاوز وهج عقد المؤتمر للانطلاق بمسيرة تشكل حقيقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح يقتضي فهم الاختلاف المقبول في إطار الالتزام من داخل واقع الشبيبة والطلاب والذي يجب أن يكون مبعث فخر وأداة قوة للحركة في مواجهة الاحتلال، وفي المحافل عامة من داخلية الى عربية وعالمية.

إن قيمة فكرة الطلاب والشبيبة مرتبطة بالطموح والإرادة ومرتبطة بالقدرة الناجزة على العمل وفي الإطار الفكري حيث تعددية زوايا النظر لذات المشكلة في سياق فهم معنى الانتماء لفلسطين وحركة فتح.

إن حركة فتح الديمقراطية تفهم اختلاف الأفكار والتعبير عنها بغضّ النظر عن مساحة الاختلاف لكن بثوب الاحترام والموضوعية والمصداقية، دون الانجرار لخطاب التشويه والاتهام والتخوين أو التكفير للأشخاص الذي هو مصيدة المعارِض أيّ كان ودلالة ضعفه.

إن حركة فتح الحوار بالرأي والرأي الآخر يجب أن تفعّل النقد الذاتي الداخلي، من الشخص لذاته ولمواقف الآخرين، والنقد عامة وإن وصل للعلن فإن ثوابت التعبير عن الرأي يجب أن تأخذ معنى الاحترام للفكرة وللمؤسسة، كما الاحترام لفكرة الفتحوي الآخر، سواء كان قياديًا أو يمثل مذهبًا آخر بتقدير الموقف، ولا يجب اللجوء أبدًا للسهل البسيط حيث مقابلة الحجّة، بالتشويه أو السخرية أو السخط والشتائم.

إن حق الطلبة والشبيبة أن يكونوا الأكثر تعبيرًا عن الأفكار الجذرية حقٌ ثابت.

ولولا هذه الجذرية لما كان للطموح والإرادة أن جعلت من حقيقة العمل نافذًا وقائمًا ومتواصلًا ذو ديمومة هي أصل الحركة، ومن هنا وجب على القيادة الفلسطينية أن تتفهم حقّ الاختلاف الملتزم وحق الاختلاف الموضوعي وحق الاختلاف ضمن النظام واحترام الحركة والمؤسسة. وهو الاختلاف الحريص وليس الاختلاف المدمّر أو الاختلاف المصلحي الشخصاني، الذي يسعى له خصوم الحركة حين يبثون الإشاعات من جهة ويدعمون سرًا وعلانية رغبة البعض بالظهور فيجعلون من توقهم للتعبير عن رأيهم المختلف مساحة تشاتم وخصومة وانفصال وعداء.

إن إعطاء المساحة للشبيبة والطلبة بما هو مغاير للقائم من طروحات، يجب أن يُفهم في سياق الوعي الطلابي والشبيبي لمنطق الاختلاف وآدابه دون شطط وبلا تجريح أو خروج، فالمساحة الواسعة المتاحة للطلبة -التي يجب أن تكون-هي باب بحث ونقد وابداع وتطوير لمصلحة الحركة، والمنظمة (م.ت.ف) وفلسطين، وليس استجابة لضغوط اللحظة أو عواطف التجييش والتحشيد والتدليس التي تواجه الحركة في كل موقف أو مِفصَل، فينجرف المنجرفون ويتساوق الامّعات بلا وعي ولا فهم. (يتبع)