باحث في قضايا الاستيطان لراية: 19 بؤرة جديدة ضمن مشروع تهويد شامل للضفة الغربية

2025-12-22 11:34:01

قال الباحث في قضايا الاستيطان رائد موقدي إن البيان الذي صدر عن وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، بشأن شرعنة 69 بؤرة استيطانية خلال السنوات الثلاث الماضية، والمصادقة مؤخرًا على إقامة 19 بؤرة جديدة، يندرج في إطار مخطط إسرائيلي شامل لفرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية وترسيخ الوجود الاستيطاني فيها.

وأوضح موقدي، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن البؤر الاستيطانية الـ19 التي جرى الإعلان عن شرعنتها مؤخرًا هي في الأصل بؤر أُقيم معظمها منذ عام 2023، إضافة إلى بؤرتين في محيط محافظة جنين، كان قد جرى إخلاؤهما سابقًا، ويجري اليوم العمل على إعادة شرعنتهما والعودة إليهما مجددًا.

وأشار إلى أن هاتين البؤرتين تقعان في مناطق قريبة من مستوطنات قائمة شمال مدينة جنين، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على السكان الفلسطينيين، ويُستخدم كأداة لربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض ضمن ما يشبه “كانتون استيطاني واحد”، على حساب الوجود الفلسطيني.

وأكد موقدي أن هذه السياسة تهدف إلى تقليص التواجد الفلسطيني في العديد من المناطق السكنية، وتغيير معالم الضفة الغربية بشكل كامل بما يتماشى مع المخططات التهويدية الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بتصريحات سموتريتش حول شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية خلال فترة زمنية قصيرة، قال موقدي إن هذا التوسع الاستيطاني يسعى عمليًا إلى تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على الأرض، عبر خلق تكتلات استيطانية مترابطة تفصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض.

وأضاف أن معظم هذه البؤر تقع في مناطق فاصلة بين التجمعات السكنية الفلسطينية، وفي نقاط ربط استراتيجية بين المستوطنات، وقد فُرضت السيطرة الإسرائيلية عليها في مراحل سابقة، ومنع الفلسطينيون من الوصول إليها، ليجري اليوم استكمال شرعنتها رسميًا.

وحذر موقدي من أن المشروع الاستيطاني يشهد تصاعدًا غير مسبوق، يشمل السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، وتهويدها بشكل ممنهج، إلى جانب إقامة تجمعات استيطانية عازلة تخدم سياسة التوسع والضم.