المحامي أحمد ريان.. من التعثر إلى التأثير والصعود في عالم القانون

2025-12-24 18:37:52

استضاف برنامج «ضيف الرايـــة» عبر شبكة رايــــة الإعلامية (RayaFM)، في حلقة اتسمت بالصدق والعمق الإنساني، المحامي والمستشار في قضايا الأسرة أحمد ريان، المختص بقضايا الأحوال الشخصية والقضاء الشرعي، والناشط إعلاميًا وقانونيًا، في حوار تناول محطات مفصلية من حياته الشخصية والمهنية، قدّم خلالها تجربة ملهمة في الإصرار وتجاوز الفشل وتحويله إلى دافع للنجاح.

الحلقة التي قدّمتها الإعلامية آلاء مرار، وجاءت برعاية شركة جوال، فتحت مساحة صادقة للحديث عن العدالة داخل الأسرة باعتبارها وعيًا مجتمعيًا قبل أن تكون مجرد نصوص قانونية، في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة.

بدايات بسيطة وسقوط مبكر

روى ريان تفاصيل نشأته في عائلة فلسطينية بسيطة، وترتيبه الثالث بين ستة إخوة وبنتين، مشيرًا إلى تفوقه الدراسي المبكر، قبل أن يتعرض لتعثر حقيقي في مسيرته التعليمية بسقوطه في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، وهو ما شكّل صدمة نفسية كبيرة دفعته لترك الدراسة والعمل في مهنة البناء لمساعدة عائلته.

وأكد ريان أن هذه المرحلة علّمته درسين لا يزال يكررهما حتى اليوم: الابتعاد عن الغش، وأهمية الدراسة المتراكمة، معتبرًا أن الفشل لم يكن نهاية الطريق، بل نقطة تحول صنعت شخصيته.

دعم الأب وكسر عقدة التوجيهي

توقف ريان مطولًا عند الدور المحوري لوالده الراحل، الذي أصر على عودته إلى مقاعد الدراسة مهما كانت التكاليف، معتبرًا أن التعليم هو الطريق الوحيد للنجاة. وبالفعل، أعاد ريان تقديم امتحان التوجيهي في الفرع الأدبي، ونجح بعد أربعين يومًا فقط من الدراسة المكثفة، في إنجاز اعتبره من أكبر انتصارات حياته.

من كلية الآداب إلى الحقوق

بعد التوجيهي، التحق ريان بكلية الآداب رغم عدم قناعته، قبل أن يكتشف شغفه الحقيقي في كلية الحقوق، لينجح في تحويل تخصصه بعد تحقيق معدل تراكمي مرتفع. هناك، وجد نفسه في عالم القانون الذي يجمع بين الحفظ والتحليل، ويمنحه مساحة للتأثير والاستقلالية المهنية.

الاغتراب 11 عامًا والعودة الصعبة

تخرج ريان عام 2002 في ظل انتفاضة الأقصى، ومع شح الفرص، اضطر إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة قبل إتمام إجراءات مزاولة المهنة. هناك عاش 11 عامًا من العمل الشاق، مؤكدًا أنه لم يرَ في الغربة وطنًا بديلًا، بل محطة مؤقتة لتحقيق هدف واحد: العودة وافتتاح مكتب محاماة في فلسطين.

وأوضح أنه اتخذ قرار العودة بعد “حرق السفن”، ببيع ممتلكاته في أمريكا، ليغلق باب التراجع، معتبرًا أن الطريق الصعب هو الطريق الحقيقي للنجاح.

العودة للقانون والتميز في القضاء الشرعي

بعد عودته، استكمل ريان متطلبات المزاولة، وحصل أولًا على إجازة المحاماة الشرعية ثم النظامية، ليتخصص في قضايا الأحوال الشخصية، مدفوعًا بإيمانه بأن استقرار المجتمع يبدأ من استقرار الأسرة.

السوشال ميديا كمنبر توعوي

تحدث ريان عن تجربته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة توعية قانونية، حيث يقدّم محتوى مبسطًا حول الزواج، الطلاق، الحقوق والواجبات، مؤكدًا أن كثيرًا من النزاعات الأسرية سببها الجهل والخجل وغياب الوضوح.

وأشار إلى أن صفحته التي يتابعها عشرات الآلاف تحولت إلى مساحة حوار ونقاش، معتبرًا أن الجدل الصحي واحترام الرأي الآخر جزء من بناء الوعي القانوني.

رسائل تحذير ونصائح

سلّط ريان الضوء على قضايا شائكة، خاصة تلك المتعلقة بزواج المغتربين، محذرًا من مخاطر تعليق الزوجات، وعدم توثيق الزواج والطلاق بشكل قانوني، داعيًا إلى الاحتياط وحفظ الحقوق، بما في ذلك اشتراط العصمة في بعض الحالات.

كما انتقد التسرع في الزواج دون استعداد حقيقي، معتبرًا أن الزواج السهل يقود غالبًا إلى طلاق أسهل، وأن الاختيار السليم لشريك الحياة يجب أن يقوم على الوعي والتوافق لا المظاهر.

واختتمت الحلقة بالتأكيد على أهمية التوعية القانونية كخط دفاع أول عن الأسرة الفلسطينية، وعلى أن تجربة أحمد ريان تمثل نموذجًا واقعيًا لقصة نجاح بُنيت على الفشل، والصبر، والإيمان بالذات، ودعم العائلة.

يُذكر أن برنامج «ضيف الرايـــة» يُبث أسبوعيًا كل أحد عند الساعة الخامسة مساءً، ويستضيف شخصيات فلسطينية بارزة لفتح نوافذ على تجارب إنسانية ومهنية ملهمة.