عصام مخول.. أيدلوجيا تمشي قدمين

2025-12-27 09:50:48

كان عصام مخول مرجعًا لنا بشبابنا، وكنا نتحلّق حوله نسأله ويجيب ونقتنع غالبًا، وحين لا نقتنع مباشرة، نقتنع بعد حين..

إذا تحدثنا عينيًا يجيبنا شموليًا.

وإذا تحدثنا شعبويًا يأبى إلا بالعقل الرصين حكما.

موقف عصام مخول جديرٌ دائمًا بأن يكون وحدة قياس. إذا تحدث بالاجتماع يكون رأيه محورًا تجتمع حوله مجموعة، ويكون هو الرأي الذي يحظى تارة بالأكثرية وطورًا بالأقلية، ولكن عصام دائمًا وأبدًا محور أحد الرأييْن..

سنوات طويلة خلت كان النقاش محتدمًا، مشحونًا، اختلفنا، اتفقنا، اصطدمنا، ارتطمنا… وإذ بنا نعود ونتفّق، وكلّ هذا شحذ المعزّة.

اتفقنا بالسنة الأخيرة على حوار منهجيّ فكنا نجلس تباعًا، وقبل أسبوع أعدته إلى بيته، ولكنه نسي شاله بسيارتي ينتظر لقاءنا القريب.

مررت الآن بوادي النسناس. والناس التي أعيتها أخبار الموت تسألني عنك بلوعة، فعصام عنوان اصيل وحيويّ في هذا الحيّ الحبيب.

عصام مخول مساحة كبيرة وعزيزة من حياتنا، يجدر بنا جمْع مقالاته وإسهاماته في كتاب يُدرّس للأجيال الناشئة.

وداعًا أبا حنّا، وداعًا رفيق عصام.