شاهد| افتتاح مركز "العنقاء" لتدريب كرة القدم للأطفال في غزة
خاص - راية
افتتح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، مؤخرًا، مركز "براعم العنقاء" لتدريب كرة القدم في مدينة غزة، بمشاركة نحو 60 طفلًا من مختلف الفئات العمرية، ضمن مبادرة تهدف إلى إعادة إحياء النشاط الرياضي بين الأطفال المتضررين من الحرب، بدعم من الاتحاد النرويجي لكرة القدم واتحاد غرب آسيا.
وقال مصطفى صيام، منسق المركز ومسؤول الإعلام في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المحافظات الجنوبية، في حديثه لـ"راية":
"مبادرة العنقاء انطلقت قبل أكثر من عام ونصف، وتحديدًا في مايو 2024، من مخيمات النزوح في مواصي خان يونس، حيث بدأنا بتجميع الأطفال الذين فقدوا منازلهم وملاعبهم وأصدقاءهم جراء العدوان الإسرائيلي، في محاولة لإعادة الثقة إليهم من خلال كرة القدم".
وأوضح صيام أن فكرة المركز جاءت بعد متابعة مباشرة من رئيس الاتحاد الفريق جبريل الرجوب، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا باستمرار المشروع رغم الظروف الصعبة خلال الحرب، مضيفًا: "واجهنا القصف بشكل يومي أثناء التدريب، لكن الأطفال أصرّوا على الاستمرار، واليوم نجني ثمار هذا الإصرار بافتتاح مركز رسمي في غزة يستوعب عشرات الأطفال الموهوبين."
وأشار صيام إلى أن المركز الجديد استقبل 60 طفلًا بعد اختبارات شارك فيها أكثر من 80 متقدّمًا، بإشراف طاقم تدريبي مختص بالفئات العمرية.
وتابع: "الفئة المستهدفة تضم الأطفال من مواليد 2012 إلى 2014، بينهم أبناء لاعبين فقدوا حياتهم خلال الحرب مثل نجل اللاعب الراحل إسماعيل أبو دان، إضافة إلى أطفال من مخيمات النزوح ومن أكاديميات وأندية غزة."
وبيّن أن مركز العنقاء هو الأول ضمن خطة لإنشاء خمسة مراكز تدريب في محافظات غزة الشمالية والوسطى والجنوبية، تهدف إلى رعاية أكثر من 300 طفل خلال الأشهر المقبلة، موضحًا أن البرنامج يمتد لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.
وأضاف صيام: "المبادرة لا تقتصر على التدريب الرياضي فحسب، بل تحمل رسالة إنسانية ونفسية، فهي وسيلة لإخراج الأطفال من آثار الحرب وإعادة بناء الثقة بأنفسهم من خلال الرياضة، باعتبار كرة القدم وسيلة تعليمية وثقافية أيضًا."
وأكد أن الاتحاد الفلسطيني يسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة النشاط الكروي في غزة بعد عامين من التوقف، مشيرًا إلى أن العدوان دمّر أكثر من 290 منشأة رياضية، منها أندية وصالات ومدارس كانت تشكل متنفسًا للأطفال.
وذكر صيام أن افتتاح مركز العنقاء يشكل "رسالة أمل جديدة"، معبّرًا عن أمله في توسيع المبادرة بدعم محلي ودولي لإعادة بناء جيل رياضي واعد رغم جراح الحرب.