خاص| خلافات وضغوط أمريكية: ما مصير غزة والضفة بعد لقاء نتنياهو وترامب؟

2025-12-31 11:43:08

أظهرت التطورات السياسية الأخيرة وجود خلافات واضحة في الرؤى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع ملفي غزة والضفة الغربية، في ظل تصاعد التوتر الميداني واستمرار هشاشة الوضع الإنساني والسياسي.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن واشنطن طالبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإجراء تغييرات في السياسات الإسرائيلية المتبعة في الضفة الغربية، محذرة من أن أي تصعيد عنيف قد يقوض جهود تنفيذ اتفاق غزة ويزيد من تعقيد المشهد على الأرض.

وتأتي هذه المواقف في سياق متشابك من الضغوط الأمريكية، والشروط الإسرائيلية، والتحديات الفلسطينية، ما يجعل مصير غزة والضفة الغربية بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو من أكثر القضايا السياسية تعقيدًا وإلحاحًا في المرحلة الراهنة.

قراءة في لقاء ترامب ونتنياهو

وفي هذا الإطار، قال الباحث والخبير في الشأن الأمريكي الدكتور أشرف عكة إن لقاء ترامب ونتنياهو لم يكن متكافئًا، معتبرًا أن ترامب بدا ممسكًا بأوراق القوة، في حين حضر نتنياهو «كطالب دعم» أكثر منه صانع أجندة سياسية.

وأوضح عك أن لغة الجسد والتصريحات عكست أن واشنطن بدأت تفرض إيقاعها السياسي، وتطالب إسرائيل بالالتزام بسقف محدد، خاصة فيما يتعلق بملف غزة، مشيرًا إلى أن ترامب لم يمنح نتنياهو تفويضًا مفتوحًا، لا لاستئناف الحرب ولا لتعطيلها أو فرض الرؤية الإسرائيلية.

وأضاف أن التركيز الأمريكي كان واضحًا على الانتقال إلى المرحلة الثانية في قطاع غزة، وترتيبات ما بعد الحرب، مؤكدًا أن نتنياهو لم يحصل على أي ضوء أخضر سياسي واضح بشأن الملفات التي روّج لها الإعلام الإسرائيلي قبيل الزيارة.

الضفة الغربية… تهدئة مشروطة

وحول مستقبل الضفة الغربية، رأى عك أن المشهد لا يزال معقدًا، إلا أن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي يسعيان إلى «إدارة الصراع لا توسيعه»، وربط ما يجري في غزة والضفة بالاستقرار الإقليمي.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك ضرورة تطويق نتنياهو سياسيًا وضبط سلوك المستوطنين، مرجحًا أن تشهد الضفة الغربية شكلًا من أشكال التهدئة، وإن كان ذلك لا يعني تبنيًا فعليًا لحل سياسي شامل قائم على حل الدولتين.

ولفت إلى أن أي دعم محتمل للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك الإفراج عن أموالها، سيكون مشروطًا، ومرتبطًا بالفهم الأمريكي–الإسرائيلي لوظيفة السلطة الفلسطينية المستقبلية ودورها السياسي والأمني.

غزة واليوم التالي

وبشأن قطاع غزة، قال عكة إن إعلان ترامب عن موعد 15 كانون الثاني/يناير المقبل للإعلان عن «اليوم التالي» في غزة يمثل قرارًا حاسمًا، وضع نتنياهو أمام مسار لا يستطيع التراجع عنه.

وأوضح أن هذا الموعد قد يشهد ترتيبات سياسية وأمنية جديدة، من بينها دخول قوات دولية، وتسلم إدارة مدنية فلسطينية أو حكومة تكنوقراط لمهام الحكم بدل حركة حماس، في إطار رؤية أمنية شاملة.

وأشار إلى أن ما يجري على الأرض، خاصة في رفح، يعكس تحركات عملية باتجاه هذه الترتيبات، إلى جانب بدء خطوات متدرجة لإعادة الإعمار، مع مطالبات لإسرائيل بتسهيل إدخال الأموال اللازمة لذلك.

وأضاف عكة أن الانزعاج الإسرائيلي من هذا التصور الإقليمي–الأمريكي بات واضحًا، خاصة مع اعتراض تل أبيب على مشاركة بعض الأطراف الدولية في القوة المقترحة، رغم وجود استعداد روسي للمشاركة.

وختم بالقول إن قطاع غزة يتجه ليكون «نموذجًا أمنيًا وسياسيًا جديدًا» يُعاد من خلاله تعريف موقعه ودوره في الإقليم، رغم استمرار الخلافات الإسرائيلية حول هذا المسار.