3 فتيات من غزة يبتكرن تطبيق لتعليم الأجانب "اللغة العربية"
غزة- رايــة:
سامح أبو دية-
ثلاث فتيات جمع بينهن الابداع رغم اختلاف تخصصاتهم الاكاديمية، لكن الفكرة نجحت في توحيد هذا الجهد لخدمة اللغة العربية الأصيلة والحفاظ عليها، وادخالها عصر العولمة عبر تطبيق الكتروني لغير الناطقين بالعربية، يهدف التطبيق الجديد والذي يعتبر الاول من نوعه لنشر اللغة العربية والثقافة العربية لأوسع مدى.
أهمية الفكرة تكمن أنها خرجت من غزة رغم كل ما تعانيه من حصار وواقع اقتصادي وانساني بائس، الا ان العقل رفض كل القيود وحلق في فضاءات الابداع في مواكبة المتغيرات التكنلوجية الحديثة لتعم فائدة الفكرة على الجميع.
3 طالبات من غزة ابتكرن تطبيق جديد أطلقن عليه اسم "عربي" يهدف لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، عن طريق برنامج تعليمي يٌستخدم على الهاتف المحمول "الجوال" من فئة الهواتف الذكية ذات الشاشة اللمس، التي تعمل بنظام "اندرويد Android" وقريبا بنسخة "ios".
هبة أبو عيطة 25 عاما تخرجت من كلية تكنولوجيا المعلومات وزميلاتها أماني الحلاق 24 عاما تخصص كيمياء وتمتلك خبرة في مجال "الادارة" ولبنة الحجار 24 عاما خريجة من كلية "التربية"، أنشأن فريق أطلقن عليه اسم "عربي" وصممن التطبيق الذي يٌتيح للراغبين بتعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها عبر الحوارات التعليمية.
وأوضحت الفتاة أبو عيطة في حديثها لـ"رايـة" أن البداية كانت بتخصيص أكثر من مجال في مجالات الحياة المختلفة، مثل المجال الاجتماعي داخل العائلة ومجال التعليم والجامعة، وبداخل كل مجال 4 حوارات تعليمية.
وتضيف: "يكون الحوار بين طرفين لتعليم اللغة العربية عن طريق ترجمة الحوار بالكتابة وبالصوت، للتسهيل على المتعلم، ويتضمن التطبيق بند يحتوى على اهم الكلمات التي جرت في الحوار حتى يتمكن المتٌعلم من مراجعة الحوار، بالإضافة لتمارين على كل حوار لقياس مدى استفادة المتعلم من الحوار التعليمي في التطبيق".
وتبدأ عملية تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها عن طريق التطبيق الخاص من خلال تعليم حروف اللغة العربية وطريقة نطق كل حرف، لتسهيل وتحفيز المتعلمين للتعرف على اللغة العربية، ويطمحن الفتيات لتطوير التطبيق ليحتوي على ألعاب تعليمية لتحفيز المتعلم.
وبعد انتهاء المتعلم من اجراء الحوار التعليمي، يستطيع المتعلم أيضا الرجوع لأي كلمة لم يفهما أو كانت صعبة التعلم والنطق عليه من خلال قاموس يحتويه التطبيق.
وتقول أبو عيطة: "قابلنا الكثير من الأجانب لمعرفة المشاكل التي واجهتهم في تعليم اللغة العربية، وأهمها كانت تعلمهم للغة العربية بالفصحى التامة، ما يخلق تعارض عند اجرائهم حوارات مباشرة باللهجة العامية، مثلا كلمة "بديش" ليست مفهومة باللغة الفصحى، لذا اخترنا لغة ما بين الفصحى والعامية في تعليم اللغة العربية في التطبيق".
وعن أهم المشكلات التي واجهت الفريق هي "التسويق" ونشر التطبيق، حيث أن المواطنين بغزة ليسوا بحاجة للتطبيق فهو يستهدف الأجانب الموجودين بغزة وخارجها وخاصة في البلدان الأوروبية وبالتحديد أبناء الجاليات العربية الذين لا ينطقون بلغتهم الأم "العربية" بسبب قلة تداولها، بالإضافة لمشكلة جمع البيانات ودقتها، ومعرفة الأسلوب الذي يٌناسب الجميع في التعليم، حيث وجدن أسلوب الحوار هو الأفضل لتعليمهم.
ووجهن الفتيات عبر "راية" دعوة للمؤسسات الدولية بدعم مشروعهن والتسويق للتطبيق ومساعدتهن في نشر التطبيق على أبعد مستوى، وتطوير التطبيق لفائدة المؤسسة المعنية حسب رغبتها.