في ظل أزمة الكهرباء.. هل تٌساعد الشمس الغزيين على حلها
غزة – راية
سامح أبو دية:
لا تزال أزمة الكهرباء في قطاع غزة تشكل العنوان الأبرز بين مجمل الأزمات المستعصية والتي ألقت بتبعاتها على كافة مناحي الحياة المنهكة، في ظل واقع أنساني وسياسي موغل في البؤس.
الأزمة الراهنة دفعت المواطنين والقائمين على ملف الطاقة في غزة إلى البحث عن بدائل موضوعية عبر إقامة مشروع لتوليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، بالإضافة لتوفير خلايا شمسية يستطيع المواطن العادي اقتنائها واستخدامها كبديل حال انقطاع التيار الكهرباء بشكل يومي في غزة.
يعيش الإنسان في محيط من الطاقة، فالطبيعة تعمل من حولنا دون توقف معطية كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستخدم إلا جزءاً ضئيلاً منها، فأقوى المولدات على الإطلاق هي الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرومائية ما يبلغ 80% من مجموع الطاقة التي يستهلكها الإنسان.
طاقة مجانية...
محمد النجار المدير التنفيذ في شركة الاياد السعودي المتخصصة في الطاقة البديلة، يقول: "توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية يمتاز عن الأنظمة الأخرى البديلة في توليد الكهرباء بعدم اعتمادها على التيار الكهربائي الاساسي للمنزل، فالاعتماد فقط على أشعة الشمس على عكس نظام UPS ، إضافة الى أنها آمنة وسهلة الاستخدام ولا يشعر مستخدمها بمقدار الفصل، حيث مدة الفصل تكون أجزاء قليلة من الثانية، وهذا ما جعل اقبال الناس على اقتنائها خصوصا في قطاع غزة بشكل كبير، في ظل توفر الخلايا الشمسية ومعداتها بجميع انواعها واحجامها وانخفاض أسعارها نسبيا".
ويضيف النجار لـ "راية": "يتجه الناس في غزة لنظام الطاقة الشمسية لعدة أسباب أهمها اعتبارها طاقة وتيار كهربائي مجاني لوقت يستمر طوال اليوم، والسبب الآخر لا تحتاج لتيار كهربائي متواصل لشحن البطاريات، فالشحن يتم عن طريق الخلايا الشمسية التي تٌحول اشعة الشمس لطاقة تتم من خلالها عملية شحن البطاريات، وهذا هو الاهم في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بغزة، بالإضافة لعمر الخلية الشمسية الذي يصل لـ 25 عام".
اما بالنسبة لطريق تركيب الخلايا الشمسية، فتختلف حسب المكان والاحتياجات اللازمة لحجم الاستهلاك، فالمنزل الصغير يختلف عن الكبير وكذلك المحلات التجارية والمصانع الشركات فكلما زاد حجم الاستهلاك زادت التكلفة المادية.
وٌبين المدير التنفيذي لشركة الاياد السعودي أن الطاقم الهندسي بالشركة وبناء على احتياجات المكان والأحمال المٌشغلة ووقت التشغيل الذي يرغب فيه الشخص، يتم تصميم النظام بحيث لا ينقطع التيار الكهربائي نهائيا عن المكان المراد تشغيله عن الطريق الخلايا الشمسية.
مشروع اقتصادي وصديق للبيئة...
من جانبه، أكد مهندس الكهرباء خالد العروقي تأييده وتشجيعه على الاستخدام الواسع للطاقة المتجددة كالشمسية كمصدر اولى من مصادر الطاقة في قطاع غزة، في ظل ما يعانيه القطاع من نقص حاد في الكهرباء، معتبرا أن نظام الخلايا الشمسية هو النظام الأكثر أمانا والأوفر على الاطلاق مقارنة بالمولدات الكهربائية، بالإضافة الى أنه صديق للبيئة.
أوضح المهندس العروقي أن المولدات التي تعمل على الوقود التي تحتاج لأموال كبيرة لتشغيلها، اضافة الى انها مصدر للإزعاج وخطرة وتٌصدر دخانا كثيفا يٌسبب الأمراض وكثرة أعطالها، مشيرا الى أن نظام الخلايا الشمسية تٌندرج ضمن الطاقة النظيفة وأهم ما يٌميزها أنها اقتصادية ولا تحتاج الا للصيانة الدورية العادية كل 3 سنوات فقط، معتبرا أنها الأوفر ثمنا على الاطلاق بين جميع الأنظمة كونها تٌدفع لمرة واحدة فقط.
وأضاف العروقي في حديث لمراسل "راية": "لا يمكن اعتبار نظام الخلايا الشمسية زهيد الثمن في الوقت الحالي، فالتكلفة الفعلية تتراوح ما بين 6 آلاف وحتى 20 ألف شيكل، حسب حاجة المٌستخدم وكمية الأجهزة الكهربائية البيتية التي يٌريد تشغيلها، وتخفيفا على المواطن في غزة طبقنا طريقة التقسيط المريح حتى تصل للجميع، وحتى نخفف من حدة أزمة الكهرباء في قطاع غزة".
ويقول ايهاب صالح الذي دفع مبلغ حوالي 10 آلاف شيكل ثمن تركيب نظام الطاقة الشمسية ليعوض به منزله عن ساعات انقطاع الكهرباء: إن الطاقة التي تنتجها الخلايا الشمسية وفرت في ثمن فاتورة الكهرباء الشهرية بسبب اعتماده تشغيل الأحمال اليومية على الكهرباء التي تنتجها الخلايا الشمسية، معتبراً أن تنفيذ هذا المشروع كان فكرة جيدة لأنه وفر عليه أعطال المولد الكهربائي المتكررة وأغناه عن حاجته للوقود الذي بات سعره مرتفع جدا، وأعطاه سهولة وأمانا أكثر في منزله، ولا يشعر اطلاقا بانقطاع التيار عن بيته، حسب صالح.
ووجه المواطن ايهاب رسالة للحكومة والمعنيين في غزة لدعم المواطنين والتخفيف من السعر الذي اعتبره باهظا، عن طريق إعفاء الخلايا الشمسية والبطاريات من الضرائب للمساعدة في تخفيض أسعار الأجهزة التي يحتاجها النظام، للوصل لجميع فئات المواطنين حتي يستطيع حتى ذوي الدخل المحدود من اقتنائها.