بالصور.. كيف تستقبل غزة شهر رمضان

2015-06-18 07:12:00

غزة – رايJة
سامح أبو دية:

اعتاد الغزيون على استقبال شهر رمضان بطقوس تتغير بتغير الأزمات التي لا تغيب عن المشهد في القطاع منذ عدة أعوام، فيتزامن حلول شهر رمضان هذا العام مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة الصيف الماضي.

الغزيون وفي ظل واقع اقتصادي وانساني كارثي يعيشونه، ورغم كثرة الأزمات وأهمها تعطل الاعمار والحصار المفروض عليهم منذ سنوات، ما زالوا يبحثون ويجتهدون كعادتهم عن طريقة وأجواء تٌنسيهم الواقع المرير والحزن والدمار والتهجير الذي عايشوه طيلة شهر رمضان العام الماضي، فلا زالت آثار الحرب تلقي بظلالها السلبية على جميع مناحي الحياة هنا في قطاع غزة.

"راية" تجولت في أسواق غزة وجمعت بعض من آراء الغزيين في ظل استعدادهم لاستقبال الشهر الفضيل والذي كان استقبال "باستحياء"، فيقول أحد التجار في سوق الشيخ رضوان شمال مدينة غزة: "كما ترى غدا أول ايام شهر رمضان ولا نشعر بقدومه كسابق الاعوام، أشعر كأنه يوم اعتيادي كباقي ايام السنة".

ويضيف: "الوضع المادي للناس في غزة صعب للغاية، وحتى ميسور الحال لا يستطيع الابتهاج بالشهر، اما انه مكلوم باستشهاد أحد أقاربه أو منزله مدمر فلا يخلو أحد في غزة من "مصيبة"، غابت الابتسامة المعهودة"، مشيرا الى أن هذا التوقيت في أعوام سابقة كانت الأسواق تستقبل آلاف المشترين وتكون مكتظة بالبضائع والناس ونكون مشغولين للغاية في البيع والشراء، موضحا أن غالبية المتسوقين حتى الآن يبحثون عن الأساسيات الرئيسية الهامة فقط.

رمضان والحرب

ويستذكر المواطن عبد الحميد دلول 35 عاما، الشهر المبارك العام الماضي وكيف عايشوه على وقع الصواريخ وقذائف الاحتلال والتهجير الجماعي وتدمير الهائل للمنازل، داعيا الجميع في غزة لاستقبال رمضان بحفاوة وسعادة كما يدعونا ديننا الحنيف.

ويضيف دلول  الذي يقطن في حي الزيتون الملاصق للشجاعية في حديث لمراسل "راية"، أن أهالي القطاع ما زالوا يعانون دون شك من نتائج الحرب الأخيرة وظروف حياتهم المثقلة بالهموم والأزمات، ويقول: " لدى الناس هنا في غزة شعور ناتج عن خوف وذكرى من اندلاع حرب جديدة يٌطلقون عليها (الجزء الثاني من الحرب)، علينا أن ننسى وأن نحيا من جديد ونستقبل شهر الخير كعادتنا".

الأسعار

وعن اسعار السلع الاساسية والرمضانية تشير المواطنة ناهد العاجز (38 عاما) إلى أن أسعار السلع بشكل عام مقبولة الى حد ما، ولكن يظهر تلاعب في اسعار تلك السلع التي يكون الاقبال عليها بشكل كبير في شهر رمضان، مطالبة وزارة الاقتصاد والجهات المختصة بالحد من تلك الظاهرة ومراقبة الاسواق وضبط الاسعار وتخفيضها للتخفيف من معاناة الفقراء واصحاب الدخل المحدود في ظل الواقع المادي الصعب الذي يعاني منه المواطن الغزي.

الأطفال ورمضان

في غزة يخرج الأطفال بالعشرات كعادتهم في كل عام للاحتفال بطريقتهم البريئة بقدوم شهر الخير، فما أن يحل الزائر الكريم حتى تكتسي شوارع غزة بثياب الفرح التي يزينها الأطفال بألعابهم النارية البسيطة التي يطلقونها "كالسلكة المعدنية التي يٌشعلونها، والمفرقعات"، والملفت أن هؤلاء الاطفال يصنعون بأيديهم فوانيس رمضان بعلب حديدية فارغة ويشتهرون بها.

الطفلة سما 7 سنوات اعتبرت أن الفانوس بالنسبة لها وباقي الأطفال من الأشياء الأساسية في رمضان، فهي تنتظر قدوم رمضان طوال العام، فما أن يبدأ منذ اليوم الأول حتى تتناول وجبة الإفطار وتنتظر تجمع الأطفال أمام منازلهم في حارتهم، حتى تبدأ حفلاتهم الذاتية واشعال الفوانيس والتباهي بألوانها المميزة وأصواتها الغنائية المتنوعة