"القدس المفتوحة" في قلقيلية تحتفل بتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر

2015-08-16 08:52:00

رام الله - رايــة:

احتفل فرع "القدس المفتوحة" في قلقيلية، يوم السبت، بتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر (فوج الوفاء للوطن)، بحضور محافظ قلقيلية اللواء رافع رواجبة، ووزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، وأعضاء من المجلس التشريعي، وقيادات سياسية وشعبية، ورؤساء البلديات والمجالس القروية والمحلية، وممثلي الأحزاب والفصائل الوطنية، وممثلي الأجهزة الأمنية والسيادية في المحافظة، بحضور مدير فرع قلقيلية د. خالد قرواني.

 وقال د. حسين الأعرج ممثل الرئيس محمود عباس إن منظمة التحرير عملت منذ تأسيسها على دعم الجامعات، لأنها آمنت دوماً بأن العلم هو السلام الأمثل للرقي والوسيلة المثلى للتخلص من الاحتلال.

وأشار إلى أن احتفالات جامعة القدس المفتوحة بمنزلة مهرجانات وطنية، كونها جامعة الشعب الفلسطيني وتنتشر في البقاع الفلسطينية كافة.
وفي السياق السياسي، قال الأعرج إن قلقيلية ستبقى صامدة ولن يهاجرها أهلها، لافتاً إلى أن إنشاء فرع لجامعة القدس المفتوحة في قلقيلية لم يكن ترفاً فكرياً، بل سياسية مدروسة للوصول إلى كل فرد فلسطيني، ومساعدته في التعليم وتثبيته في أرضه.

وأشار إلى الجهود السياسية التي يبذلها سيادة الرئيس محمود عباس داخل الحلبة الدولية من أجل تحقيق الحقوق الفلسطينية، مؤكداً أن العجلة لن تعود إلى الوراء، لأن الفلسطينيين انتزعوا من العالم اعترافه بدولتهم. ثم شدد على أهمية العمل المنظم المستند إلى المعرفة والعلم بعيداً عن الارتجالية للوصول إلى بر الأمان وإقامة دولتنا الفلسطينية.

من جهته، هنأ المهندس عدنان سمارة رئيس مجلس الأمناء الخريجين، قائلاً إن الطلبة بتخرجهم ينتقلون من مرحلة الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، داعياً إياهم إلى أن يكونوا أوفياء لأهاليهم. وتعهد بأن تبقى الجامعة على تواصل معهم لإكمال حياتهم بعد التخرج، مشيراً إلى أنها ستفتتح برنامج الدراسات العليا الفصل الدراسي المقبل لتمكين طلبتها من إكمال تعليمهم.

وأكد أن إقامة حفل التخريج في فرع الجامعة بقلقيلية يعني إحياء مهرجان وطني في رأس مسقط كثير من القادة، وفي مقدمتهم أبو علي إياد.
وناشد الخريجين بأن يكونوا أوفياء لوطنهم، منوهاً بأن القضية الفلسطينية تمر بأوقات حرجة، ما يتطلب مزيداً من العمل وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات.

وقال: "أصبحت الدولة الفلسطينية حقيقة، ولكننا أمام عالم جديد يحاول فرض (سايس بيكو) جديدة لتقسيم المنطقة"، معرباً عن أمله بأن يخرج شعبنا من النفق الحالي، ثم وجه تحية للأسرى داخل سجون الاحتلال واعداً بأن يبقى شعبنا وفياً لهم ولشهدائنا الأبرار.

وحيا رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو الخريجين، معتذراً عن عدم إقامة حفل التخريج العام الماضي بسبب العدوان على قطاع غزة.

وقال إن الجامعة أصرت على أن تقيم هذا العام احتفالاتها بالتخريج رغم توجه الاحتلال لتنغيص أفراحنا من خلال جرائمه المستمرة، التي كان آخرها قتل الشاب أحمد توفيق تاج، وكذلك حرق عائلة دوابشة.

واستعرض تاريخ الجامعة والفكرة من تأسيسها، حيث آثرت القيادة الفلسطينية نقل فكرة أن تذهب الجامعة إلى البيت، من خلال فلسفة التعليم المفتوح، للتغلب على إجراءات الاحتلال إبان الانتفاضة الأولى.

وأشار إلى أن الجامعة نجحت في توظيف التكنولوجيا لخدمة برامجها الأكاديمية، منوهاً بأنها تسعى دوماً لافتتاح برامج جديدة تخدم السوق الفلسطينية، وكان آخرها افتتاح كلية الإعلام الجديد، موضحاً أن الجامعة لا تحصر رسالتها في التعليم، بل تسعى إلى القيام بمسؤوليتها الوطنية والمجتمعية والتشبيك مع المؤسسات المحلية وخدمتها.

واستعرض أ. د. عمرو دور الجامعة في رعاية الأسرى وتوفير فرصة التعليم لهم داخل سجون الاحتلال حيث شملت نحو (200) أسير فلسطيني.

وعرج أ. د. عمرو إلى جملة العقبات التي تواجه شعبنا في المرحلة الحالية، إذ يتعرض لعدوان مستمر وبأشكال مختلفة، سواء أكان ذلك من خلال الاستيطان، أو الاعتداءات المباشرة، وصولاً إلى الصعوبات المالية التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما يهدد مستقبل أبنائنا الطلبة الملتحقين بمدارس الوكالة.

وفي كلمة مجلس الطلبة القطري، قال زياد الواوي رئيس المجلس، إن الخريجين يحتفلون في قلقيلية في ظل تزايد وتيرة عنف الاحتلال ومستوطنيه على البشر والحجر. وأشار إلى أن الفتاوى المتطرفة التي أطلقها قادة المستوطنين هي التي شرعت لحرق أطفالنا، مطالباً بتقديمهم إلى المحاكم الدولية.

ودعا الطلبة في كل الجامعات إلى مساندة القيادة السياسية في مواجهة سياسات الاحتلال واعتداءاته.

ونوه باهتمام الجامعة بالمرأة والسعي المستمر لتمكينها، وكذلك خدمة فئات مهمة من أبناء شعبنا وعلى رأسها الأسرى المحررون، مشيراً إلى أن روح التعاون بين إدارة الجامعة وطلبتها أدت إلى تطوير الجامعة وتمكينها من مواصلة مسيرتها بنجاح.

ودعت الطالبة رينان صبح (الأولى على الفوج) الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد أحمد توفيق تاج، وذلك قبل أن تلقي كلمة الخريجين، التي باركت فيها لزملائها النجاح قائلة: "أنتم الغراس الطيبة التي ينتظر الوطن عطاءها ونتاجها، وأنتم المستقبل الواعد الذي تنعقد عليه الآمال في رفد مسيرة الوطن، وتحقيق التميز والإنجاز، بعد أن اتخذتم العلم سبيلاً للتميز والنجاح، وبناء الذات التي تستند في حضورها المبدع إلى مقومات ثقافية ومعرفة شاملة، من أجل التواصل مع معطيات الحاضر وآفاق المستقبل، بما يحقق التنمية بمفهومها الشامل للوطن والمجتمع على حد سواء". وأشارت إلى أن جامعة القدس المفتوحة هي البيت الأكبر والحضن الدافئ والأم الحنون الرؤوف، موجهة التحية إلى هذه الجامعة العريقة المثالية التي تُخرج الأفواج تلو الأفواج وتقدم العطاء والعمل والعلم. وأهدت تخرجهم إلى شهدائنا وأسرانا وجرحانا، وآخرهم شهداء وجرحى عائلة دوابشة.