لماذا لم توحد هبة الأقصى الفصائل ؟

2015-10-19 09:11:00

 

غزة- رايــة:

عامر أبو شباب- 

انطلقت هبة الأقصى أو الانتفاضة الثالثة التي وعد بها البعض، أو انتظرها أخرون وتحركت سواعد الشباب والفتية بين 15-25 سنة فجأة دون "كبسة زر" من أحد، ولم يحضر في المواجهات أو المظاهرات إلا علم فلسطين وتوفرت أسباب المصالحة والوحدة وانهاء حقبة الانقسام السوداء أمام وحدة المعركة والمصير.

هبة الأقصى التي تداعى لدعمها الجميع بإعلان الرئيس محمود عباس نفض يده من اتفاق أوسلو الخلافي أمام أكبر احتشاد عالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصول الجميع لقناعة أن مواجهة حكومة المستوطنين المتطرفة والقتل على لون البشرة لكل الأعمار يستوجب الاسراع في تحقيق المصالحة وصولا لوحدة البرنامج وتفعيل القواسم المشتركة الا أن المصالحة لم تتحرك خطوة رغم تحرك الشعب الفلسطيني عشرات الخطوات نحو حريته واستقلاله.. اذا لماذا؟

يقول القيادي في حركة فتح عباس زكي أن "العلة ليست في النصوص، بل في النفوس"، من أجل تطبيق الاتفاقيات الموقعة وليس فتح حوارات جديدة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحكم الضفة وغزة على الأقل في ظل هذه الظروف الاستثنائية، ثم فتح الحوار حول مجلس وطني فلسطيني جامع وإعلاء راية منظمة التحرير الفلسطينية بعيدا عن البرنامج الخاص لكل طرف

وأشار زكي في حديث مع مراسل "رايـة ان منظمة التحرير قررت في آخر اجتماع لها ايفاد وفد يتكون من 10 أعضاء برئاسة مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد لزيارة غزة ولقاء قادة حركة حماس بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية.

في المقابل يقول القيادي في حركة حماس محمود الزهار "هذه الوفود التي زارت غزة أكثر من مرة سابقا لم تحرز نتائج، وآخرها الاتفاق على حكومة الوفاق الوطني التي فشلت في أداء مهامها".

وأوضح الزهار لمراسل "رايـة"، أن حركة حماس تدرس موضوع الزيارة المرتقبة رغم رؤيتها أنه ليس من الحكمة استقبال وفود في هذه الأوقات، وتكرار زيارات فاشلة.

وطالب الزهار حركة فتح بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، "إذا كان لديهم نيّاتٌ طبية، وليس القيام بمناورات وتصدّر المشهد والقول إنهم وبرنامج المقاومة شيء واحد، هذا لن تقبل به الحركة في غزة".

وفي قطاع غزة قال المتحدث باسم حركة فتح د. فايز أبو عيطة أن الرئيس أبو مازن بعد نقاش معمق مع اللجنة التنفيذية قررت ارسال وفد لغزة ولقاء حركة حماس بهدف تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستكمل مهام حكومة التوافق القائمة حاليا بغض النظر عن العقبات التي واجهها وأبرزها عدم تمكينها من العمل في قطاع غزة.

وأكد أبو عيطةلـ "رايـة"، أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون اليوم الى الوحدة الوطنية بعدما توحد في الميدان واثبت أنه شعب واحد بهدف واحد ومصير مشترك، مشددا على أنه لا يمكن نجاح أي عمل نضالي دون تجسيد الوحدة الوطنية واقعا ملموسا.

وبين ان المطلوب ارتقاء جميع الفصائل الفلسطينية بنفسها الى مستوى شباب الانتفاضة وتضحياتهم من خلال تجسيد وحدة القرار السياسي لتقصير عمر الاحتلال وتضميد جراح الشعب وتعزيز عوامل صموده في وجه المخطط الاسرائيلي.

وكان المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أوضح بعد الاعلان عن تشكيل وفد المنظمة أن حركته "لم تبلغ رسمياً بهذا الأمر؛ وأن الأولوية لديها في هذه المرحلة يجب أن تكون لدعم وإسناد أهلنا في الضفة والقدس وتمكينهم من مواجهة الجرائم الإسرائيلية، كما أن ما تحتاجه غزة ليس الزيارات وإنما قرارات جادة لإنهاء معاناتها".

يذكر ان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قال خلال مؤتمر داعم للشيخ يوسف القرضاوي: "يدنا مبسوطة كل البسط لاستعادة وحدتنا ووحدة الشعب الفلسطيني على أسس وطنية من أجل الوقوف في وجه المخاطر التي تكتنف القضية"، مشددا أنهم على استعداد للتخلي عن "الكراسي" من أجل القدس والقضية الفلسطينية وعودة اللاجئين.

الموقف السابق والرسائل الصادرة عن حركة حماس دفعت عضو اللجنة التنفيذية د. أحمد مجدلاني للقول أن منظمة التحرير فوجئت بأن الاخوة في حركة حماس ردوا بأن الوقت غير ملائم، موضحا أن الوفد يسعى للزيارة في ظروف تعاون من كل الاطراف من أجل الوصول الى نتائج ملموسة وعملية تنهي الانقسام.

وأوضح مجدلاني عبر "رايـة" أن الاتصالات غير مباشرة واحيانا مباشرة مع كل الاطراف في حركة حماس جارية لتهيئة الأجواء من اجل زيارة ناجحة ونتائج مضمونة من هذه اللقاءات.

وعبر  مجدلاني عن أمله بأن تنضج الأمور فعلا لترتيب لقاء ليس لمجرد اللقاء، بل توفر ارادة سياسية وقرار لدى حركة حماس بإنهاء الانقسام.