بالصور.. عائلة الترابين "تنزف" منذ عام

2015-11-21 12:49:00

غزة- رايــة:

عامر ابو شباب-

تعيش عائلة الترابين بين مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، أثار الحرب الماضية كاملةً، بعد أن فقدت الأم والأب واثنين من الأشقاء والبيت الذي يقي حر الصيف وبرد الشتاء، وبقي من الأسرة خمس فتيات والفتى مصطفى (15عام) الذي يروي مع شقيقته ناهد (24 عام) تفاصيل المجزرة وأثارها المستمرة فقرا وبؤسا يطفئ نارهما القدرة على الصبر رغم عدم مبالة القريب والبعيد وولاة الأمور.

استشهاد الوالدين
تقول "ناهد" أنها فقدت نصف أسرتها خلال غارة من طائرات الاحتلال خلال أيام العدوان، فقدت خلالها الأب حسين سلامة سويلم الترابين ( 66 عام)، والأم فايزة جرمي عطية الترابين ( 47 عام)، والشقيق الأكبر عبد الرازق ( 19 عام) وشقيقتها مريم ( 22 عام) في غارة أولى استشهد الأب والشقيق، وفي الغارة الثانية استشهدت الأم والشقيقة التي عادت للمكان بعد الغارة الأولى.

فيما يتذكر "مصطفى" الحادثة بشكل دائم بعد أن أصبح الرجل الوحيد في المنزل، أن الاحتلال استهدف والده وشقيقه، ثم الوالدة والشقيقة عندما قررتا العودة للاطمئنان على مكان القصف الأول، وتفرق الجميع بعد الغارة الثانية تحت هول الصدمة.

لا دخل ولا بيت
غياب الوالد يعني فقدان المعيل، والحرمان من الأم يعني مواجهة قسوة الحياة بلا يد حانية، و فقدان الشقيق الأكبر الذي قد يرمم جدار الأب.

يقول مصطفى:"ان الأسرة تحولت خلال دقائق من 10 أفراد الى 6 هم الفتى وشقيقاته الخمسة منهم أربعة طفلات بدون دخل ثابت يستر عورة الحال.".

الأسرة البسيطة من فتيات وفتى يعيشون في منزل من الصفيح والبلاستيك، تتحدث عنه الصور المرفقة، بعد أن باتوا بدون دخل ثابت سوى المساعدات المتقطعة، وتقول ناهد:"أنه لا مصدر ثابت للدخل ويعتمدون على اعانات الجمعيات الخيرية لا تزيد عن 500 شيكل كل ثلاثة شهور، وما يتوفر بشكل غير منتظم من مساعدات عينية".
عدم صرف مؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير مستحقات شهداء حرب غزة 2014 حتى الان على غرار شهداء حربي 2009-2012 حولت حياة مئات الأسر والتي تقدر 300 أسرة، فقدت المعيل واحيانا الوالدين والمنزل الى معاناة تستوجب وقفة جادة من صانع القرار.

الحل: فرصة عمل
بقيت ناهد مع شقيقاتها والفتى مصطفى تتحمل مسؤولية أسرة، طموحها أن تحصل على فرصة عمل تستر الحال فقط، بعيدا عن وعود يشطبها الاهمال ويكشف زيفها الجوع والبرد وفقدان الأمل بمرور الأيام، وبحزن تحدت مصطفى عن وضع أسرته قائلا: "حسبنا الله ..ما حدا فاضي للثاني".

وترى "ناهد" انها المسؤولة عن أسرتها بشكل كامل، وتسعى لمساعدة عبر توظيفها بشهادتها الجامعية تخصص "سجلات طبية"، مضيفة انها حصلت على تدريب في المستشفى الأوربي وعيادة، واشتكت من أن برنامج البطالة والتوظيف متوقف حسب ما يقال لها.

فعلا انها عائلة يتيمة تنزف منذ رحيل الوالدين والأشقاء وهدم البيت، لتصبح أسرة الترابين تعبير عن مئات الأسر فقدت المعيل أو الأم والأب معا، تنتظر قرارات واجراءات بعيدا عن وعود المناسبات والخطابات.