طبيب فلسطيني متهم بتسريب عقار لصالح المستوطنين في سلوان
القدس المحتلة - رايـــة:
فداء الرويضي-
ما أن أشرقت الشمس حتى اقتحم حوالي 35 مستوطنا من جمعية "ألعاد" الإستيطانية حي بيضون ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، وتوجهوا الى بناية سكنية في الحي ودخلوها بمفاتيح كانت بحوزتهم، فيما كان أصحاب البناية غير موجودين فيها.
أحد سكان الحي يتهم صاحب العقار الذي نتحفظ عن ذكر اسمه، بأنه قام ببيع وتسريب البناية للمستوطنين بعد أن رفع شكوى ضد المستأجر لإخراجه من المنزل، وتمكن بالفعل من ذلك قبل عدة أسابيع بعد دفع مبلغ مالي له.
ويقول:" يدعي صاحب العقار أن المنزل ليس ملكه لكني أملك كافة الوثائق التي تثبت ذلك، ومنها قبل عدة أشهر قام بنشر إعلان على جريدة القدس أن العقار ملكه، وذلك بعد مشكلة مع المستأجر الذي رفض مرارا الخروج من المنزل، وبعد أن خرج المستأجر قام بتوسيع البناء وهدم الطابق القديم، وإعادة بناءه من جديد".
مركز معلومات وادي حلوة – سلوان أكد في بيان له يوم الأربعاء 20/1/2016أن المدعو صاحب العقار، وبعد أن قام بالبناء لم تأت طواقم البلدية للمنطقة ولم يسلم أمرا للهدم كما كان ويفعل الاحتلال في سلوان حيث يمنع البناء وفي حال تم (دون ترخيص يسليم صاحب المنشأة أوامر هدم إضافة إلى مصادرة معدات البناء، كما حدث يوم الاربعاء مع عائلة نصار والذي هدم منزلها قيد الإنشاء بحجة عدم الترخيص، لكن ذلك لم يحصل مع صاحب العقار الذي يتهمه بعض السكان بالتسريب.
ويوضح أحد السكان الذي يتهم صاحب العقار بالإستيلاء على منزل بعد أن أثار شكوكهم بتوسيع البناء وإحضار معدات بناء ضخمة للمكان، على مرأى طواقم بلدية الاحتلال التي تتجول في سلوان ليلا ونهار، تخالف التجار تارة وتوزع أوامر هدم على البيوت "غير المرخصة" تارة أخرى، قاموا بإبلاغه أكثر من مرة أن ما يفعله غير صائب، وكان يرد عليهم بالتالي:" هذه أموالي، وأنا حر فيها"، وبحسب ما قاله أن شكوكهم تأكدت حين دخل المستوطنون الى العقار بكل سهولة ومن الأبواب بواسطة مفاتيح كانت بحوزتهم.
وبعد عدة محاولات للاتصال بصاحب العقار للرد على هذه الاتهامات، لكنه لم يجيب حتى إعداد هذا التقرير.
أما القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر قال في تصريح لبرنامج حصاد الراية:" كنا نخجل في الماضي عندما نقول كلمة "تسريب"، لكن اليوم وبعد التزايد الكبير في أعداد العقارات المسربة بات التسريب واضحا، فخلال السنوات الماضية لم يتجاوز عدد المنازل المسربة الى 11، أما في الأشهر القليلة الماضية فارتفع العدد الى خمسين".
وأشار عبد القادر الى أن الرئيس محمود عباس أجرى تعديلا على القانون الأردني الذي يفرض عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة على كل من يسرب عقارات لدولة معادية أو أحد رعاياها، حيث تحول القانون لتكون الأشغال الشاقة مؤبدة، لكن حتى اليوم لم تتخذ أي اجراءات قضائية بحق هؤلاء الأشخاص، بالرغم من أنهم معروفين جيدا لكل الناس كما يقول حاتم عبد القادر.
ويضيف عبد القادر:"هناك مسؤولية علينا القيام بها كسلطة فلسطينية وقوى وطنية من أجل وضع حد للتسريب، والذي بات مقلقا، خاصة في بلدة سلوان التي تعد من أكثر المناطق المستهدفة من قبل جمعية العاد الإستيطانية".
ولا يستبعد عبد القادر شبهة التسريب على صاحب العقار الذي تم الإستيلاء عليه صباحالاربعاء ، حيث أنه مختفي تماما منذ أن تم الإستيلاء على المنزل، ويضيف:" لم نستطع الإتصال بمالك العقار ولم يتصل بنا، شبهة التسريب قائمة إلى الآن، إلا إذا جاء صاحب العقار وقال إنه لم يسرب، بعدها نطلب منه التوجه الى المحكمة الإسرائيلية لرفع شكوى على المستوطنين الذين استولوا على المنزل، وإذا لم يحصل ذلك، فبالتأكيد ما حصل هو بيع وتسريب".
أما عن أسباب ارتفاع أعداد العقارات المسربة، يقول عبد القادر: "السبب في ذلك هو زيادة نشاط الجمعيات الإستيطانية وأبرزها جمعية العاد الإستيطانية، يرافق ذلك زيادة أعداد السماسرة، وأخيرا الإهمال المتراكم من قبل السلطة الفلسطينية، التي لم تقم بإعداد خطة لمواجهة التسريب من خلال شراء المنازل المستهدفة، فالعديد من المنازل التي سربت في القدس وتحديدا في سلوان عرضت على السلطة الفلسطينية لشراءها، ولكن لم تتم الإستجابة".
وختم حاتم عبد القادر حديثه: " لا يجوز أن يترك المواطن المقدسي لوحده في مواجهة الجمعيات الإستيطانية ذات الإمكانيات الكبيرة، يجب تقديم الدعم المالي والقانوني للمقدسي، ويجب أن يكون هناك مؤسسة تقوم بشراء المنازل التي يرغب أصحابها ببيعها، وطالبنا عدة مرات بوضع رؤية استراتيجية لدعم صمود المقدسي، وتواصلنا مع عدة جهات عربية وإسلامية لشراء بعض العقارات وتحويلها الى مدارس، لكن لا توجد ميزانيات كافية للشراء، فلا يوجد أي صندوق عربي ولا إسلامي لدعم العقارات في القدس".
ويزداد عدد المستوطنين يوما بعد يوم في أحياء بلدة سلوان سواءً بالإستيلاء على العقارات قسرا، أو بمساعدة مسربي العقارات.
وتخطط الجمعيات الاستطانيه الى تحويل بلدة سلوان الى مدينة داوود حسب الاعتقاد التوراتي المزعوم