خزاعة لم تغادر الحرب وأطفالها بحاجة لملعب

2016-03-26 10:06:00

خانيونس – راية

عامر أبو شباب-

بعد قرابة عام ونصف من نهاية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، لازالت شواهد الحرب باقية ونتائج العدوان ماثلة مع تراخي واضح يصل لمرحلة الاهمال في معالجة نتائج الحرب في اعادة الاعمار بشكل عام، ومن أهم المناطق التي تعرضت للتدمير عبر ثلاثة حروب وما بينهم من الاعتداءات المتواصلة هي بلدة خزاعة الحدودية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وتكمن أهمية بلدة خزاعة أنها سلة زراعية هامة في القطاع، ويعمل أغلب سكانها البالغ عددهم 15 ألف في مجال الزراعة في البلدة التي تبلغ مساحتها خمسة الاف دونم، تقام المباني فيها على 2500 دونم والمساحة الأخرى المساوية تعد أراضي زراعية تحتوي 380 دفيئة زراعية دمر منها 310، وبقى منها 70 دفيئة فقط.

وقال رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك إن الحروب الاسرائيلية خاصة العدوان الاخير أعدمت الزراعة وجعلت المزارع يتيما، بعدما تعرض للتدمير عدة مرات دون أي تعويض أو مساعدة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والتدمير، وتجريف أشجار زيتون عمرها يصل الى30 عام، في المنطقة الحدودية كخط دفاع اول عن خانيونس.

وشدد أبو روك لـ"راية" أن العدوان الاخير كان يهدف الى محو البلدة عن الخارطة بشكل قاسي بالإضافة الى حصار البلدة لمدة 22 يوما منعت خلالها دخول سيارات الإسعاف، وطال التدمير الكامل 390 وحدة سكنية، وتعرضت 600 وحدة الى تدمير جزئي بليغ، و350 أخرى لتدمير جزئي لا يصلح للسكن، فضلا عن تدمير البنية التحتية، والمركز الصحي ومقر البلدية، وخزان المياه.

وكشف أبو روك أن ديون البلدية تبلغ 17 مليون شيكل، فيما يبلغ ديون البلدية على المواطنين 12 مليون شيكل يصعب استردادهم بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة، وانتشار البطالة، حيث لا تتمكن البلدية سوى من جباية 20% لتغطية نفقات البلدية وموظفيها، وتعتمد البلدية في أغلب تمويلها على صندوق تطوير البلديات ومصلحة بلديات الساحل، والمساعدات الخارجية ومنها تبرع من نقابة المهندسين الأردنيين لإنشاء المركز الصحي وتمويل اخر من تجمع الاطباء الفلسطينيين بألمانيا، وتبرع ماليزي بجرافة بقيمة 90 ألف دولار للبلدة.

وطالب بإعادة اعمار الخدمات الاساسية وانشاء البنى التحتية ومركز صحي لسكان البلدة الذين يستحقون الكثير، خاصة من يقطنون في 100 كرفان بتمويل من هيئة الأعمال الخيرية الامارتية و162 كرفان من الخشب بتمويل من مؤسسة الاغاثة الكاثوليكية بانتظار اعمار المنازل المدمرة.

وأوضح ان الأمراض انتشرت بين الاطفال الذين يسكنون في الكرفانات بسبب الشتاء أو حر الصيف في بيئة غير مناسبة وتكدس المواطنين في مساحة ضيقة، في البلدة التي لا تحتوي على شبكة صرف صحي رغم الوعود المتكررة لإنشائها من قبل الحكومات المتعاقبة.

وناشد وزارة الزراعة الى ضرورة الاهتمام ببلدة خزاعة ومساعدة المزارعين نظرا لحاجتهم الماسة للمساعدة والتعويض واعادة تحريك عملية الانتاج واستعادة الزراعة من جديد بما يضمن حياة كريمة للمزارعين واخرجهم من حالة العوز والانتظار وواقع الأزمة.

وعبر أبو روك عن حاجة البلدة الى ملعب من أجل شبابها وفتيتها واخراجهم من اجواء الأزمة والفراغ.