خاص| القطاع الصحي في غزة.. تعافٍ يحتاج 7 مليارات دولار للنهوض من تحت الركام
بعد عامين من الحرب الإسرائيلية التي أنهكت القطاع الصحي في غزة، وبين أنقاض المستشفيات والمراكز المدمرة، تحاول وزارة الصحة بغزة اليوم رسم ملامح خطة تعافٍ أولية لإعادة تقديم الخدمات الأساسية، وسط احتياجات ضخمة تفوق القدرات الحالية وغياب الدعم الكافي.
في حديثٍ خاص لــ"رايــة"، تحدث مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة زاهر الوحيدي عن واقع المنظومة الصحية في القطاع وخطط الوزارة لتجاوز آثار الحرب، موضحًا أبرز التحديات التي تواجه الطواقم الطبية في المرحلة الراهنة.
وقال الوحيدي إن القطاع الصحي في غزة "بحاجة للكثير من الجهد والموارد حتى يبدأ بالتعافي"، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة وضعت خطة مرحلية لإعادة تفعيل الخدمات في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن الخطة تقوم على التشغيل الجزئي للمرافق التي يمكن تشغيلها ميدانيًا، مع التركيز على العيادات المتنقلة (Mobile Clinics) لتقديم الخدمات الصحية في المناطق المدمرة التي يصعب الوصول إليها عبر المركبات، وذلك لضمان الحد الأدنى من الرعاية الطبية للسكان.
وأضاف أن الوزارة، بالتعاون مع المؤسسات المانحة والشريكة، تعمل على تحديث قوائم الاحتياجات ذات الأولوية القصوى، بما يشمل المشاريع الضرورية لتشغيل الخدمات الحيوية، إلى جانب تقييم شامل وسريع لحجم الأضرار في المستشفيات والمراكز الصحية.
وبيّن الوحيدي أن الأولوية في هذه المرحلة ستكون لعمليات الترميم الجزئي وإعادة التأهيل المحدودة للمرافق المتضررة، وليس للمستشفيات المدمرة كليًا، بهدف تسريع استعادة الخدمات الصحية تدريجيًا.
وأشار إلى أن وزارة الصحة قامت كذلك بتحديث قوائم الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية بالتعاون مع الشركاء الإنسانيين، لتأمين الاحتياجات العاجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وحول الخدمات التي لا يُتوقع أن تعود قريبًا، أوضح الوحيدي أن هناك "عدة خدمات تخصصية لن تكون قائمة في المدى القريب، أبرزها علاج الأورام وجراحات القلب المفتوح وزراعة الكلى"، مؤكدًا أن تدمير مستشفيات كبرى مثل مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى الأورام جعل هذه الخدمات في حكم المتوقفة تمامًا.
وأضاف أن القطاع الصحي "بحاجة إلى ما لا يقل عن سبعة مليارات دولار للتعافي الكامل"، منتقدًا اقتصار الدعم الدولي حتى الآن على وعود عامة دون التزامات واضحة.
وفيما يتعلق بالتحويلات الطبية للعلاج في الخارج، أشار الوحيدي إلى أن "أكثر من 18 ألف مريض أتموا إجراءات السفر بانتظار مغادرة القطاع، إلا أن المعابر لا تزال مغلقة"، لافتًا إلى أن "نحو 915 مريضًا فقدوا حياتهم حتى الآن وهم ينتظرون فرصتهم للعلاج".
وأكد أن الوزارة تنتظر، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، فتح معبر رفح وتحديد الدول المستضيفة للمرضى، قائلًا: "قوائم المرضى جاهزة، لكننا لم نتلقَ بعد أي إشعار رسمي أو تحديد أعداد المرضى الذين سيُسمح لهم بالمغادرة".
