خاص| نجاح توجيهي في غزة رغم الحرب: قصة تصميم وصمود الطالبة وسن وسط الإبادة

في ظل القصف وانقطاع الكهرباء وتدمير البنية التحتية، حقق عدد من طلاب قطاع غزة إنجازًا استثنائيًا بالنجاح في امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي". قصصهم تعكس معاناة يومية وتحديات كبيرة، سواء في متابعة الدروس أو الحصول على الكهرباء والإنترنت، لكنها أيضًا تشهد على عزيمة لا تلين وإصرار على التعليم وسط أصعب الظروف.

وقالت الطالبة وسن عبد الرازق في حديث خاص لـ"رايـــة": "هذه الحرب والإبادة، في ظل القصف والخيام وانقطاع الكهرباء، لم تمنعنا من تحقيق هذا الإنجاز في التوجيهي.

وأوضحت "في ظل الحرب، كانت الدراسة أصعب مهمة. كنت أصحو الفجر في عز البرد لأدرس على شمعة، وأحيانًا على كشاف الهاتف، أو أضع اللاب توب على الدفتر لأحل الواجبات."

وأكدت وسن: "كثير من الطلاب اضطروا لنقل المياه لمسافات طويلة، بينما كنت محظوظة بالحصول على مساعدة الأسرة، لكن كان جزء من الدراسة يعتمد على الإنترنت والكهرباء، ما جعل الوصول للمكان المناسب أمراً يومياً."

وقالت: "عانينا من دراسة الدروس أونلاين، فكنت أمشي ساعة كاملة لأجد مكانًا أشبك فيه الإنترنت وأشحن اللاب توب والجوال، ثم أعود إلى البيت لأكمل الدراسة."

وأضافت: "والدي ووالدتي ساعدوني كثيرًا، فكل دعمهم ساعدني على تجاوز الصعوبات."

وعن امتحانات العام الماضي، قالت وسن: "كان من المفترض أن نقدم التوجيهي العام الماضي، لكن لم نتمكن بسبب الحرب. شعوري حينها كان صعبًا جدًا، خصوصًا مع رؤية زملائي الذين تمكنوا من السفر والالتحاق بالجامعات."

وأوضحت: "الكثير من الطلاب لم يتمكنوا من التقديم بسبب نقص الكتب والمراجع، ونأمل أن تُعقد دورة تعويضية للذين فقدوا الفرصة."

وحول معدلاتها، قالت عبد الرازق: "حصلت على معدل 88.6، وسأتابع دراستي في الهندسة المعمارية في جامعة محلية، مع أمل الحصول على منحة مستقبلًا."