خاص| كيف يمكن للأهل مساعدة أبنائهم في اكتشاف أهدافهم وتنمية مهاراتهم منذ الصغر؟

في عالم مليء بالمؤثرات الرقمية والتغيرات السريعة، يواجه المراهقون تحديات كبيرة في اكتشاف ذاتهم وتحديد أهدافهم المستقبلية. من هنا، يبرز دور الأهل والمدرسة في توجيه الأبناء ودعم مهاراتهم ومواهبهم بشكل إيجابي، بعيدًا عن فرض الرغبات، لضمان تنمية شخصية متوازنة ومؤهلة لمستقبل ناجح.

د. لمى قنديل الاخصائية الارشادية في مجال التربية النفسية للاطفال و المراهقين، تقول في حديث خاص لــ"رايــة":"كيف يمكن للإنسان أن يساعد أولاده بشكل عام ليكون لديهم هدف في الحياة منذ الصغر؟ قبل فترة المراهقة وحتى اليوم، كان السؤال المهم الذي يطرحه الأهل على أولادهم: 'ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟' هذا السؤال يحفز التفكير ويقود المراهق لاكتشاف ذاته."

وأضافت: "الأسئلة الوجودية عن الهوية والقيمة الشخصية تساعد على تنمية ذات المراهق، لكن المؤثرات الخارجية والمجتمع الرقمي يمكن أن تغير من نموه ومهاراته. دور الأهل والمدرسة مهم جدًا، بالإضافة لدور التنمية الذاتية، في اكتشاف المواهب والمهارات لدى الطفل واحترامها."

وتابعت: "أحيانًا يحاول الأهل أن يجعلوا أولادهم نسخة عنهم أو يفرضوا عليهم اختيارات مهنية محددة، وهذا خطأ. يجب أن نترك مساحة للطفل للاختيار، مع توجيه دقيق ودعم، لأن المراهق لا يزال يكتشف ذاته، ويحتاج للثقة في قراراته."

وأشارت إلى أنه حتى لو لم يكن هناك إجبار، فإن التعليق الإيجابي على قدرات الطفل قد يوجهه نحو رغبات الأهل بشكل غير مباشر، لكن الأهم هو أن يشعر المراهق أن اختياراته مهمة وأنه هو من يقرر مسار حياته.

وتابعت: "نرى طلابًا في الجامعة يغيرون تخصصاتهم بعد فترة لأنهم اكتشفوا أنهم ليسوا مناسبين لهذا المجال. لذلك من الضروري دعم الثقة بالنفس لدى الأبناء، وتشجيعهم دون فرض أي خيارات."