كوريا الجنوبية تدرس منح الضوء الأخضر لخرائط "غوغل" و"أبل" عالية الدقة

تقترب كوريا الجنوبية من اتخاذ قرار حاسم بشأن السماح لشركتي "غوغل" و"أبل" بتصدير بيانات خرائط رقمية عالية الدقة إلى خوادم خارج البلاد، وهي خطوة قد تُحدث تحولاً كبيراً في دقة الخرائط العالمية، لكنها في الوقت نفسه تثير جدلاً واسعاً حول الأمن القومي وسيادة البيانات.
وتسعى الشركتان الأميركيتان إلى الحصول على موافقة لاستخدام خرائط بدقة تصل إلى مقياس 1:5000، ما يوفر تفاصيل دقيقة للشوارع والمباني والأزقة، تفوق بكثير ما هو متاح حالياً في تطبيقاتهما داخل كوريا الجنوبية.
تواجه هذه الخطوة عقبات تنظيمية وأمنية، إذ يخشى مشرّعون كوريون أن تؤدي الخرائط المفصلة، عند دمجها مع صور الأقمار الصناعية، إلى كشف مواقع عسكرية حساسة، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
طالب أعضاء لجنة الدفاع في البرلمان بضرورة منح الحكومة سلطة مراقبة وتقييد تصدير هذه البيانات، خصوصاً في ظل استمرار حالة الحرب التقنية بين الكوريتين.
وقال مسؤول حكومي إن القرار النهائي بشأن خرائط "غوغل" قد يصدر في نوفمبر المقبل، بعد أن مددت وزارة الأراضي والبنية التحتية فترة مراجعة الطلب لمدة 60 يوماً إضافية.
وتقدمت "غوغل" بطلبها الثالث في فبراير الماضي للحصول على إذن بنقل بيانات الخرائط عالية الدقة خارج البلاد.
وكانت السلطات قد رفضت طلبات مماثلة في 2011 و2016، واشترطت على الشركة إقامة مركز بيانات محلي وحجب المواقع الحساسة، وهو ما رفضته "غوغل" آنذاك.
يبدو أن الشركة غيّرت استراتيجيتها، إذ أفادت تقارير بأنها وافقت أخيراً على طمس المواقع الأمنية والعسكرية في خرائطها، بل وتبحث في شراء بيانات خرائط محلية معتمدة من الحكومة مثل تلك التي توفرها منصة "T Map" التابعة لشركة SK Telecom.
أعادت "أبل" تقديم طلبها في يونيو الماضي لتصدير بيانات خرائط عالية الدقة، بعد رفض طلبها الأول عام 2023.
وتمتاز "أبل" بأنها تحتفظ بخوادم محلية داخل كوريا، ما يجعل الحكومة أكثر قدرة على مراقبة البيانات الحساسة، في حين تُخزّن "غوغل" بياناتها على خوادم خارجية.
ومن المتوقع أن تصدر الحكومة قرارها بشأن طلب "أبل" في ديسمبر المقبل، وسط مؤشرات على أن الشركة تبدي مرونة أكبر في الالتزام بقيود الحكومة، بما في ذلك حجب أو تخفيف دقة المناطق الحساسة.
ويرى محللون أن تحديث خرائط "غوغل" و"أبل" بهذا المستوى من الدقة قد يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في مجالات السيارات الذاتية القيادة والطائرات المسيّرة والسياحة الذكية، لكنه في الوقت ذاته يمنح الشركتين الأميركيتين ميزة تنافسية على حساب التطبيقات المحلية مثل "Naver Map" و"Kakao Map".