خاص| تهريب النفايات الإسرائيلية إلى الضفة... خطر بيئي ومخطط لتهجير الفلسطينيين
حذّرت الضابطة الجمركية الفلسطينية من تصاعد عمليات تهريب وإلقاء النفايات الإسرائيلية داخل أراضي الضفة الغربية، والتي تشمل مخلفات بناء وصناعية وكيميائية خطيرة، معتبرةً أن هذه الممارسات جزء من مخطط ممنهج يستهدف تدمير البيئة الفلسطينية ودفع المواطنين إلى مغادرة أراضيهم.
قال العقيد إبراهيم عياش، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الضابطة الجمركية، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن "ظاهرة تهريب المخلفات الإسرائيلية إلى أراضي الضفة الغربية مستمرة رغم الجهود المبذولة لمنعها، بسبب عدم السيطرة المطلقة على المداخل والمخارج الواقعة ضمن مناطق (ج)".
وأضاف أن "هذه النفايات الخطيرة تُلقى في أراضي المواطنين وتُسبب تلوثًا بيئيًا واسعًا، ما يؤدي لاحقًا إلى تهجير السكان من أراضيهم، في إطار مخطط إسرائيلي ممنهج لإفراغ المناطق الفلسطينية".
وأوضح عياش أن الضابطة الجمركية تعمل بالتعاون مع سلطة جودة البيئة والأجهزة الأمنية عبر برامج توعوية ومحاضرات ميدانية في الجامعات والمراكز الشبابية، محذرًا من أن هذه الظاهرة تشهد ازديادًا ملحوظًا خصوصًا في المناطق المحاذية للمعابر مثل قلقيلية وطولكرم ورام الله وجنوب الضفة.
وأشار إلى أن "المخلفات التي يتم ضبطها تشمل مواد بناء ومخلفات مصانع وبلاستيك ومواد كيميائية، تحتوي في كثير من الأحيان على مواد سامة أو مشعّة، يجري دفنها داخل أراضي المواطنين بشكل غير قانوني، في مخالفة واضحة لاتفاقية بازل الدولية".
وأكد أن "القانون الدولي يُلزم بإعادة هذه المخلفات إلى مصدرها، ولذلك يتم إرجاعها كما هي إلى الجانب الإسرائيلي وفق التنسيق عبر الارتباط المدني والعسكري".
وبيّن العقيد عياش أن "النفايات تُلقى أحيانًا في الوديان أو تُدفن في أراضي المواطنين، مستغلين ضعف الوعي لدى بعضهم أو رغبة البعض في جني أرباح بسيطة مقابل السماح بدفنها"، مشددًا على ضرورة "رفع مستوى الوعي البيئي والتعاون المجتمعي مع الضابطة للحد من هذه الممارسات الخطيرة".
وقال: "حتى أكتوبر الجاري، تجاوزت كمية المخلفات المضبوطة 100 طن من مخلفات بناء ومصانع ومواد كيماوية، إلى جانب عشرات الآلاف من الإطارات والبطاريات المستعملة، وجميعها تُشكّل خطرًا على البيئة والمياه الجوفية".
وأضاف أن "هناك محاولات يومية لإدخال هذه النفايات عبر مناطق (ج)، ما يتطلب تنسيقًا أمنيًا معقدًا للوصول إليها، خاصة في ظل الحرب والاقتحامات المتكررة ونقاط الجيش والمستوطنين، وهو ما يعرقل عمل الطواقم الميدانية".
ودعا العقيد عياش المواطنين إلى التعاون والتبليغ عن أي نشاط مشبوه يتعلق بدفن أو إلقاء النفايات عبر الرقم المجاني (132) أو من خلال صفحات الضابطة الجمركية على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن "وعي المواطن هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الخطر البيئي الذي يهدد الأرض والإنسان الفلسطيني".
وفي ختام حديثه لراية، شدد العقيد عياش على أن "دفن هذه المخلفات ليس مجرد تجاوز بيئي، بل أداة تهجير ممنهجة، إذ تؤدي المواد السامة إلى تلوث التربة والمياه وإصابة السكان بالأمراض، ما يدفعهم في النهاية إلى ترك أراضيهم لتتحول لاحقًا إلى مناطق عسكرية أو رعوية تمهيدًا للاستيطا
