خاص| هل يكشف التصعيد الأخير هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار؟
تواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقتٍ تشير فيه التطورات الميدانية الأخيرة إلى تصعيدٍ جديد قد يعيد مشهد الحرب مجددًا إلى القطاع.
قال الباحث السياسي د. عماد عمر في حديث خاص لــ"رايــة" إن التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي في ظل سلسلة طويلة من الخروقات التي ارتكبتها إسرائيل منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، مشيرًا إلى أن عشرات الشهداء سقطوا خلال تلك الفترة نتيجة هذه الخروقات.
وأوضح أن الرد الإسرائيلي على ما وُصف بـ"الحدث الأمني" في مدينة رفح يكشف عن نوايا حكومة الاحتلال في اختبار حدود الاتفاق، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول من خلال هذا التصعيد توجيه رسالة إلى الفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي بأن أي تحرك ميداني سيُواجَه بمزيد من الضربات على قطاع غزة، ما يعني احتمال عودة مشاهد الحرب والدمار التي عاشها القطاع على مدى عامين من حرب الإبادة الجماعية.
وأشار عمر إلى أن ما جرى "خطير للغاية" بالنسبة لمستقبل الاتفاق، لكنه توقع أن يسعى الوسطاء إلى احتواء الموقف من خلال ممارسة مزيد من الضغط على كل من إسرائيل وحركة حماس لتطويق أي خطوة من شأنها نسف التفاهمات القائمة.
وبيّن أن هذا التطور قد يُسرّع من إرسال قوات دولية للفصل بين مناطق الوجود الإسرائيلي وتلك التي يسكنها الفلسطينيون في قطاع غزة، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تكون "الحل الأنسب" لمراقبة تنفيذ الاتفاق ومنع تكرار الخروقات.
وأضاف أن طبيعة الاتفاق تجعل حدوث خروقات "أمرًا طبيعيًا" في ظل واقع الحرب الطويلة وعدم انسحاب الاحتلال الكامل من القطاع، مذكّرًا بأن إسرائيل لم تلتزم سابقًا ببنود الهدنة التي وُقعت في يناير الماضي، كما حاولت التنصل من التفاهمات التي أُبرمت في لبنان.