فطافطة لراية: الاحتلال يشن حربًا صامتة ضد المزارعين في موسم الزيتون
مع انطلاق موسم قطف الزيتون لهذا العام، يعيش المزارعون الفلسطينيون في الضفة الغربية تحت وطأة اعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين، الذين كثّفوا هجماتهم على الأراضي الفلسطينية في مشهدٍ وصفته وزارة الزراعة بأنه “حرب منظمة تستهدف الوجود الفلسطيني في أرضه”.
وفي ظل هذا الواقع، تتواصل الجهود الرسمية والشعبية لحماية المزارعين وتعزيز صمودهم في مواجهة سياسة فرض الأمر الواقع التي تمارسها سلطات الاحتلال.
قال مدير عام الإرشاد في وزارة الزراعة محمود فطافطة في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يجري في الضفة الغربية خلال موسم الزيتون "ليس مجرد اعتداءات فردية أو منعٍ من الوصول إلى الأراضي، بل حملة إسرائيلية منظمة ومحمية من قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية والحكومة ذاتها"، مضيفًا أن هذه السياسة تهدف إلى "اقتلاع الفلسطيني من أرضه وضرب رمزية شجرة الزيتون التي تجسد الهوية الفلسطينية وحق التملك والتجذر في الأرض".
وأوضح فطافطة أن وزارة الزراعة وجميع الشركاء في حملة “زيتون 2025”، ومن ضمنهم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ووزارات الداخلية والدفاع المدني والهلال الأحمر ومؤسسات المجتمع المدني، يعملون ضمن برنامج سنوي لدعم وإسناد المزارعين عبر "نظام العونة والفزعة"، لضمان الوصول إلى أكبر عدد من الأراضي، مؤكدًا أن الوجود الجماعي في الأرض هو رسالة مقاومة وصمود.
وأضاف أن "الاحتلال لا يكترث لأعداد المتضامنين أو للمزارعين الموجودين في الحقول، ويمارس عنجهيته رغم التنسيقات الأمنية"، مشيرًا إلى أن "الاعتداءات طالت أكثر من 70 إلى 100 منطقة في الضفة، ومنع المزارعون من الوصول إلى ما لا يقل عن 300 موقع".
وتابع فطافطة: "الاحتلال لا يكتفي بالمنع، بل يبرر أفعاله بادعاءات أمنية زائفة، مدّعيًا أن الفعاليات الفلسطينية تهدف للتعرف على تضاريس المستوطنات، وهو ما تستخدمه الحكومة الإسرائيلية لتبرير تشكيل لجان في الكنيست لملاحقة هذه الفعاليات بدعوى المساس بالأمن القومي الإسرائيلي".
وشدد على أن ما يحدث هو "استيلاء على الأرض وفرض لسياسة الأمر الواقع"، مشيرًا إلى أن الاعتداءات لا تقتصر على قاطفي الزيتون فقط، بل تطال أيضًا مربي الثروة الحيوانية في مختلف التجمعات الريفية.
