من الجامعات إلى الشركات الكبرى
نواجعة يكشف لـ"راية" كيف تحولت المقاطعة إلى كابوس اقتصادي لإسرائيل
خاص - راية
قال المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، محمود نواجعة، إن تأثير المقاطعة حول العالم آخذ بالاتساع بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أن العام الجاري شهد أكثر من ألف مقاطعة أكاديمية مفروضة على إسرائيل، وفقًا لما أكدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وأوضح نواجعة في حديث خاص لإذاعة "راية" أن "المعلومات التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية ليست جديدة، فقد وثقت حركة المقاطعة منذ أشهر أسماء الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي أعلنت مقاطعتها لإسرائيل، إلى جانب اتحادات طلابية ضغطت من أجل تبني قرارات المقاطعة وسحب الاستثمارات".
وبيّن أن المقاطعة الأكاديمية تشمل جانبين رئيسيين: الأول هو مقاطعة الجامعات الإسرائيلية التي يتورط معظمها بشكل مباشر أو غير مباشر في مشروع الاستعمار الاستيطاني والبنية العسكرية للاحتلال، والثاني هو سحب الاستثمارات من الشركات الدولية المتورطة مع إسرائيل.
وأضاف أن العديد من الجامعات العالمية تبنّت ما يُعرف بسياسة "الشراء الأخلاقي" التي طورتها حركة BDS قانونيًا، بحيث تُستثنى الشركات المتورطة مع الاحتلال من أي تعاملات أو تعاقدات أكاديمية واقتصادية.
وأشار نواجعة إلى أن تأثير المقاطعة لم يقتصر على الجانب الأكاديمي، بل امتد إلى الاقتصاد الإسرائيلي، لافتًا إلى أن "عدداً كبيراً من سلاسل المتاجر والشركات العالمية انسحب من السوق الإسرائيلي، من بينها شركات كبرى مثل ماكدونالدز وسامسونج، التي تكبدت خسائر وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات".
وأكد أن هذا الحراك العالمي أسهم في ما وصفه بـ"دوامة الانكماش الاقتصادي الإسرائيلي"، موضحًا أن الاحتلال بات يعيش حالة من العزلة الاقتصادية والسياسية المتزايدة نتيجة اتساع حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات.
وعن الاتهامات التي تطال حركة المقاطعة بأنها تُقيد حرية البحث العلمي، ردّ نواجعة بالقول إن "الحديث عن حرية البحث العلمي في ظل تواطؤ الجامعات الإسرائيلية في إنتاج أدوات القمع والقتل هو ادعاء باطل، فالأبحاث التي تطورها تلك الجامعات تُستخدم لتدمير البنية التحتية الفلسطينية، أو لدعم سياسات بيئية تخدم المستوطنات".
وأشار إلى أن حرب غزة الأخيرة شكّلت نقطة تحول كبيرة في الموقف العالمي من الاحتلال، إذ "سرّعت في تبني مواقف المقاطعة في مجالات متعددة، من الاقتصاد إلى الرياضة والثقافة، وصولًا إلى الأوساط الأكاديمية"، مضيفًا أن "تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده في غزة عززت مكانة المقاطعة كأداة نضال فعالة".
وأكد نواجعة أن حركة المقاطعة تحولت اليوم من "حملة تضامن" إلى أداة ضغط حقيقية على الحكومات والشركات الدولية، موضحًا أن "عدداً من الشركات بات يضع ما يسمى بـ‘مؤشر مخاطرة BDS’ ضمن استراتيجياته الاستثمارية لتجنب استهدافه من حملات المقاطعة".
وحول مستقبل الحركة، أوضح أن الاستراتيجية الحالية لحركة BDS ترتكز على فرض العقوبات الشاملة على إسرائيل ومحاسبتها قانونيًا وأكاديميًا وثقافيًا، إلى جانب "منع أي تعاون أو برامج تمويلية مع الجامعات والمؤسسات الإسرائيلية".
وختم نواجعة حديثه بالتأكيد على أن المقاطعة الفلسطينية والعالمية لن تتراجع، قائلاً: "المقاطعة ليست ردّ فعل مؤقتًا، بل فعل مقاومة مستمر يعبر عن رفض النظام الاستعماري الإسرائيلي، وجيلنا الجديد في المدارس الفلسطينية متمسك بالمقاطعة كخيار وطني ونضالي راسخ".

