الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:35 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:53 PM
العشاء 6:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"اتحاد الهيئات المحلية يحتفي بالقيادات النسوية ويجدد التزامه بالمساواة"

نظّم الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية احتفالًا لتكريم القيادات النسوية في هيئات الحكم المحلي بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، تحت شعار "صناعة القرار النسوي في هيئات الحكم المحلي"، بمشاركة مجموعة من السيدات اللواتي يشغلن مواقع قيادية في الهيئات المحلية الفلسطينية كرؤساء ونواب رؤساء مجالس هيئات محلية، ممن قدّمن تجارب ملهمة في الإدارة المحلية وقيادة العمل البلدي، وبحضور رئيس الاتحاد عبد الكريم الزبيدي، والمدير التنفيذي م. عبد الله عناتي، وأعضاء فريق عمل "شمول الفئات المهمشة في الهيئات المحلية".

جاء هذا اللقاء في إطار النهج الاستراتيجي الذي يتبناه الاتحاد لتعزيز العدالة والمساواة داخل منظومة الحكم المحلي، وتكريس تمثيل المرأة الفلسطينية في مواقع صنع القرار باعتبارها شريكًا أصيلًا في القيادة المحلية، وعنصرًا فاعلًا في صياغة السياسات والتنمية المجتمعية. ويأتي هذا الجهد كجزء من مسارٍ مؤسسي أوسع يقوده الاتحاد نحو تمكين النساء وتعزيز أدوارهن القيادية في الحكم المحلي، عبر بناء بيئةٍ دامجة تُسهم في رفع قدرات الهيئات المحلية على تبنّي سياسات أكثر عدالة واستجابة، وذلك بدعمٍ من برنامج إصلاح الحكم المحلي – GIZ.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الاتحاد عبد الكريم الزبيدي أن تمكين النساء في الحكم المحلي يشكل أحد محاور التحول المؤسسي داخل الاتحاد، وأن حضور المرأة الفلسطينية في البلديات والمجالس القروية ليس استثناءً بل انعكاس طبيعي لوعي وطني يرى في العدالة والمشاركة ركيزتين للحكم الرشيد. وأشار الزبيدي إلى أن الاتحاد يتعامل مع النوع الاجتماعي كمنهج عمل متكامل لا كمكون منفصل، ويواصل عبر برامجه إدماج هذا النهج في كل مستويات عمله المؤسسي.

وقدّمت منسق الأنشطة في الاتحاد نسرين منصور عرضًا تقديميًا بعنوان "صناعة القرار النسوي في الحكم المحلي"، استعرضت فيه تجربة الاتحاد في ترسيخ حضور النساء داخل منظومة الحكم المحلي، لا سيما الدور المحوري الذي يقوم به فريق العمل المصغّر للشمول وتعميم النوع الاجتماعي في دعم هذا التحوّل، باعتباره نموذجًا عمليًا لتكامل الجهود بين الاتحاد والهيئات المحلية.

وشكّلت الجلسة الحوارية المحور الرئيس لهذا اللقاء، حيث جمعت عددًا من رؤساء الهيئات المحلية من السيدات اللواتي قدّمن تجارب مؤثرة وملهمة في قيادة العمل البلدي وسط تحديات مركّبة، لتتحول الجلسة إلى مساحة حوار قريبة وعميقة، تلامس جوهر التجربة النسوية في الحكم المحلي الفلسطيني.

في مداخلتها، تناولت رئيس بلدية دير الغصون، م. أسيل غانم، تجربتها من زاويةٍ تمسّ جوهر القيادة في السياق الفلسطيني، معتبرة أن الدخول إلى العمل البلدي لم يكن قرارًا سهلاً، بل خيارًا يتطلّب شجاعة في واقعٍ تتقاطع فيه السياسة بالخدمة العامة، والتمثيل بالمسؤولية. تحدّثت عن معنى القيادة حين تُمارس من موقعٍ يومي قريب من الناس، وكيف يمكن للمرأة، عبر موقعها في الحكم المحلي، أن تُعيد تعريف القرار السياسي من جذره، ليصبح أكثر ارتباطًا بالعدالة والحياة اليومية للمواطنين. 

ومن جهتها، تحدثت أنوار الشوامرة، رئيس مجلس قروي دير العسل الفوقا، وأصغر من يشغل هذا الموقع في فلسطين، عن تجربتها التي وُلدت من بيئة ريفية محافظة لم تكن ترى في قيادة المرأة أمرًا مألوفًا. عبّرت عن قناعتها بأن القيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالعمل والمثابرة، وأن تمثيل النساء في الحكم المحلي ليس استثناءً بل ضرورة لإعادة التوازن في بنية القرار المحلي. وصفت كيف استطاعت تحويل الشك إلى ثقة، والمقاومة الاجتماعية إلى شراكة.

أما خديجة عثمان، رئيس بلدية بيت عور التحتا، فقد قدّمت مداخلةً حملت الكثير من الصدق والاعتزاز، تحدثت فيها عن معنى أن تكون المرأة في موقع القرار في ظل واقعٍ ضاغط وتحدياتٍ مالية وإدارية لا تنتهي. قالت إن القيادة في السياق الفلسطيني ليست ترفًا إداريًا، بل فعل بقاءٍ ومسؤولية جماعية، وإن الحضور النسوي في هذا الميدان يضيف بُعدًا إنسانيًا للسياسات المحلية يجعلها أقرب إلى الناس وأكثر صدقًا في التعبير عنهم. وختمت حديثها بتقديرٍ خاص للاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، الذي كان — كما قالت — حاضنًا وداعمًا لتجربة النساء في مواقع القيادة، ومنحهنّ المساحة التي يستحقنها لإيصال أصواتهنّ وتجاربهنّ إلى الواجهة.

وفي ختام اللقاء، كرّم رئيس الاتحاد عبد الكريم الزبيدي والمدير التنفيذي م. عبد الله عناتي رؤساء الهيئات المحلية ونواب الرؤساء المشاركات، وأعضاء فريق العمل المصغّر للشمول وتعميم النوع الاجتماعي، تقديرًا لدورهم في ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة داخل منظومة الحكم المحلي، وتطوير أدوات الإدارة المحلية لتكون أكثر استجابة وشمولًا.

Loading...