تحذيرات من مخاطر نفسية بسبب الاستخدام المفرط لروبوتات الدردشة

حذّرت الأخصائية النفسية والاجتماعية ديما الطيبي من المخاطر النفسية المتزايدة الناتجة عن الاستخدام المفرط لروبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT، مشيرة إلى أن بعض المستخدمين باتوا يطورون اعتماداً نفسياً خطيراً عليها يصل في بعض الحالات إلى الذهان والانفصال عن الواقع.

وفي حديثها لإذاعة "راية" أوضحت الطيبي أن دراسات حديثة، بينها تقرير صادر عن صحيفة بريطانية، أظهرت أن عدداً متزايداً من المستخدمين باتوا يشعرون بارتباط عاطفي مع برامج الذكاء الاصطناعي، معتبرينها مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم بعيداً عن الأحكام المجتمعية.

وأضافت الطيبي أن هذا النوع من التفاعل قد يبدو في بدايته غير ضار، لكنه يتحول تدريجياً إلى انعزال اجتماعي وفقدان للتوازن النفسي، خاصة لدى فئة المراهقين والشباب الذين يتمتعون بثقة مفرطة في التكنولوجيا واعتقاد بأنها أكثر فهماً ودراية من البشر.
وقالت الطيبي: «الخطر يبدأ حين يجد الإنسان في الذكاء الاصطناعي من يفهمه أكثر من البشر، فيبدأ بالابتعاد عن محيطه الحقيقي ليعيش في واقع بديل لا وجود له».

وبيّنت الأخصائية أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في الاستشارة والتوجيه قد يفاقم اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والفصام، لأن المستخدم يجد في هذه الروبوتات طرفاً “صامتاً” يعزز أفكاره المشوشة دون تصحيح أو تفاعل واقعي.

ودعت الطيبي الأسر والمجتمعات إلى مراقبة سلوك الأبناء وتعزيز التواصل الإنساني الحقيقي داخل العائلة، مؤكدة أن العلاج يبدأ من الوعي بخطورة العزلة الرقمية وضرورة مواجهة الواقع مهما كان صعباً.

وأكدت أن الواقع مهما كان مؤلماً يبقى أكثر أماناً من الهروب إلى عالم افتراضي قد يزيد الألم بدل أن يخففه.