"مدى" يدين اعتداء المستوطنين على الصحفيين في بلدة بيتا جنوب نابلس

أدان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) بأشد العبارات، الاعتداء الخطير الذي نفذه المستوطنون صباح اليوم ضد عدد من الصحفيين والطواقم الإعلامية أثناء تغطيتهم للأحداث في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، في انتهاك صارخ لحرية العمل الصحفي وحق الجمهور في المعرفة.

وأوضح المركز في بيان صحفي تلقت "راية" نسخة عنه أن الصحفيين تعرضوا للملاحقة والاعتداء اللفظي والجسدي، ومحاولات المنع من التغطية، ما أسفر عن إصابة الصحفية رنين صوافطة مصوّرة وكالة رويترز بكسور ورضوض نُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلى جانب إصابات متعددة في صفوف طاقم قناة الجزيرة عرف منهم المراسل محمد الأطرش والمصور لؤي السعيد، كما أُصيب المصوّر الصحفي لدى وكالة US SIPA ناصر اشتية.

وأكد "مدى" أن هذا الاعتداء يأتي في سياق تصاعد الهجمات المنهجية التي ينفذها المستوطنون ضد الصحفيين في مختلف مناطق الضفة الغربية، وغالباً ما تجري تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لإسكات الصحافة ومنع نقل جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين.

وحذّر المركز من خطورة تزايد هذه الاعتداءات التي تستهدف إسكات الصحفيين ومنعهم من أداء واجبهم المهني، مؤكداً أن هذه الممارسات تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني الذي ينص على حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين أثناء النزاعات، ويجرّم أي اعتداء يعرّض حياتهم أو حريتهم للخطر.

وطالب "مدى" المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بـالتحرك العاجل لوقف اعتداءات المستوطنين ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين الذين أصبحوا هدفاً مباشراً لسياسة منظمة تسعى لتقييد حرية الإعلام ومنع نقل الحقيقة من الميدان.

كما دعا المركز السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية إلى تعزيز إجراءات حماية الصحفيين، وتوفير الدعم القانوني والمهني لهم، ومتابعة هذه الجرائم أمام الجهات الدولية المختصة.

واختتم المركز بيانه قائلاً إن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة ذاتها، مؤكداً أن هذه الاعتداءات لن تثني الجسم الصحفي الفلسطيني عن مواصلة أداء رسالته المهنية والإنسانية في كشف الانتهاكات ونقل معاناة المواطنين.