خاص| تجمع “معازي جبع” يواجه خطر التهجير القسري مع تصاعد اعتداءات المستوطنين
خاص - راية
قال رئيس مجلس قروي عرب الجهالين، داود الجهالين، إنّ تجمع “معازي جبع” البدوي شمال القدس يعيش حالة من الخوف الدائم نتيجة تزايد اعتداءات المستوطنين منذ إقامة بؤرة استيطانية رعوية مجاورة للتجمع في شهر شباط/فبراير الماضي، مؤكداً أن الأهالي يتعرضون لهجمات متكررة تهدف إلى دفعهم نحو التهجير القسري والاستيلاء على أراضيهم.
وأوضح الجهالين في حديثه لإذاعة "راية" أن المستوطنين نفذوا فجر اليوم الأحد هجوماً خطيراً على التجمع، حيث تسلل نحو ثمانية مستوطنين إلى أطرافه عند الساعة الثالثة والربع فجراً، وأضرموا النار في عدد من المنازل، ما دفع الأهالي — رجالاً ونساءً وأطفالاً — إلى التصدي لهم.
وأضاف أن المستوطنين استدعوا تعزيزات وصلت إلى نحو خمسين مستوطناً، لتندلع مواجهات عنيفة بالحجارة والأيدي، أسفرت عن إصابة سبعة مواطنين، بينهم حالة نُقلت إلى مجمع فلسطين الطبي للعلاج، بينما عولجت باقي الإصابات ميدانياً.
وبيّن أن الاعتداءات الاستيطانية أصبحت شبه يومية، وغالباً ما تقع مساء أيام السبت، مشيراً إلى أن شباب التجمع ينظمون منذ شهور نوبات حراسة ليلية متواصلة لرصد تحركات المستوطنين ومنع أي هجوم مباغت. وقال الجهالين: "نحن نحمي أرضنا وأطفالنا ومواشينا، ولن نغادر أرضنا مهما تصاعدت الاعتداءات."
وتابع إن الاعتداءات لا تقتصر على تجمع “معازي جبع”، بل تشمل مختلف التجمعات البدوية في محيط القدس، موضحاً أنه خلال الأسابيع الأخيرة تم حرق تسعة منازل في تجمع خلة السدره شرق مخماس، وهدم سبعة منازل في تجمع الحطروه بالخان الأحمر، إضافة إلى عمليات مداهمة وهدم واعتقال نفذها جيش الاحتلال في عدة مناطق. كما أشار إلى أن المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية رعوية جديدة قرب تجمع أبو غالي والعراعرة مساء اليوم ذاته.
وأكد الجهالين أن هذه الهجمات تتم بتنسيق واضح بين المستوطنين والإدارة المدنية للاحتلال، بهدف تهجير السكان والاستيلاء على الأراضي.
ودعا إلى تدخل فلسطيني رسمي ودولي عاجل لحماية التجمعات البدوية، مطالباً بتوفير وسائل دعم لتعزيز صمود الأهالي، مثل معدات إنارة، وكاميرات مراقبة، وغرف للحراسة، إلى جانب إعادة بناء المنازل والممتلكات المدمرة.
واختتم حديثه قائلاً: "جرائم المستوطنين فاقت كل الخطوط الحمراء، والشعب الفلسطيني اليوم بأسره بحاجة إلى حماية دولية أمام هذا التصعيد المنهجي والمستمر".
