باحث اقتصادي لراية: ما يجري في غزة "هندسة تجويع ممنهجة".. وشاحنات المساعدات لا تكفي
رغم الحديث الأمريكي والإسرائيلي عن تسهيلات إنسانية وفتح المعابر لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، يؤكد الباحث في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر، أن الواقع الميداني يثبت عكس ذلك تمامًا، وأن الاحتلال ما زال يمارس سياسة "هندسة التجويع" بحق المدنيين، وسط تدهور خطير في الوضع المعيشي.
قال الباحث الاقتصادي أحمد أبو قمر في حديث خاص لـ"رايــة"، إنّ ما يُتداول من أخبار حول تحسن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة هي أخبار مضللة ومثيرة للسخرية أمام المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن ما يجري على الأرض هو عملية تجويع ممنهجة.
وأوضح أن البروتوكول الإنساني الذي كان معمولًا به سابقًا يسمح بدخول 600 شاحنة يوميًا، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح اليوم إلا بدخول 60 إلى 80 شاحنة فقط، مضيفًا أن أغلبها تحمل سلعًا ثانوية مثل "الاندومي" و"الشوكولاتة" و"النسكافيه"، بينما يتم منع إدخال اللحوم والبيض والفواكه والخضروات أو السماح بها بكميات محدودة جدًا.
وأضاف أبو قمر أن الأسعار في الأسواق ارتفعت إلى مستويات فلكية، حيث تُباع الخيام –إن وجدت– بأكثر من 1000 دولار أمريكي، في حين لا يتجاوز سعرها الحقيقي 70 دولارًا، مشيرًا إلى أن الأسواق شبه خالية من السلع الأساسية، وأن الوضع الإنساني "كارثي بكل المقاييس".
وأكد أن إسرائيل وبشراكة أمريكية تعمل على هندسة التجويع بشكل منظم، موضحًا أن غزة تحتاج إلى 800 إلى 1000 شاحنة يوميًا حتى تستعيد الأسواق بعضًا من عافيتها.
وتابع أن الولايات المتحدة تحاول تضليل المجتمع الدولي عبر الترويج لقصص عن تحسن الوضع الإنساني، بينما الحقيقة أن "الأزمة ما زالت كما هي"، وأن ما يجري هو تبادل أدوار بين واشنطن وتل أبيب في مسألة إدارة الحصار.
وأشار إلى أن الحديث عن الميناء العائم الأمريكي على شواطئ غزة العام الماضي كان "ذرًّا للرماد في العيون"، إذ لم يدخل عبره سوى بضع شاحنات لا تتجاوز العشر، فيما تم استخدامه لأغراض عسكرية تتعلق بإخراج بعض الأسرى الإسرائيليين.

