الفارسة الفلسطينية ديانا الشاعر تكتب تاريخاً جديداً للفروسية: تتولى رئاسة اللجنة الفنية الدولية للدريساج

خاص - راية

حققت الفارسة الفلسطينية ديانا الشاعر إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بعد فوزها برئاسة اللجنة الفنية لرياضة الدريساج الدولية في الاتحاد الدولي للفروسية، متفوقةً على منافسها الألماني كلاوس روزر خلال المؤتمر العام للاتحاد الذي عقد في هونغ كونغ.

وحصلت الشاعر على 46 صوتاً من أصل 74، أي ما نسبته 63% من أصوات الجمعية العمومية، في انتصار وُصف بأنه “رسالة فلسطينية راقية على صهوة الخيل”.

وتُعد ديانا الشاعر (38 عاماً) أول فلسطينية تصل إلى هذا المنصب الرفيع، بعد مسيرة رياضية متميزة شاركت خلالها في أكثر من 80 بطولة دولية في أوروبا الغربية، كما مثلت فلسطين في بطولات الغراند بريكس العالمية.

وتشغل الشاعر أيضاً مناصب رياضية عدة، منها رئاسة لجنة الدريساج الإقليمية السابعة في الاتحاد الدولي، وعضوية مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني للفروسية.

وفي حديث لبرنامج "راية رياضة"، أوضح محمد أبو غربية، أمين عام الاتحاد الفلسطيني للفروسية والحكم الدولي، أن رياضة الدريساج — أو الترويض — تُعد من أرقى الرياضات الأولمبية، وتعتمد على الانسجام بين الفارس والحصان عبر أداء حركات دقيقة ومنسقة تُظهر الطاعة والاتزان، مضيفاً أن “من يتقن الدريساج يمكنه إتقان أي رياضة فروسية أخرى مثل القفز على الحواجز أو الركوب الحر”.

وقال أبو غربية إن فوز ديانا الشاعر “ليس إنجازاً شخصياً فحسب، بل هو إنجاز وطني يعكس صورة فلسطين المشرقة في المحافل الدولية”، مشيراً إلى أن الشاعر كانت دائماً تحمل رسالة مزدوجة: رياضية ووطنية، حيث “كان العلم الفلسطيني يُرفع في كل بطولة تشارك فيها”.

وأكد أن فوزها على منافس ألماني — من دولة تُعد “مهد رياضة الدريساج” — يحمل دلالات كبيرة، خاصة أن ألمانيا تُعتبر من أقوى الدول في هذا المجال، مضيفاً: “ديانا لم تكتفِ بالمنافسة، بل فازت بجدارة. لقد مثّلت فلسطين خير تمثيل، وكسرت احتكاراً تاريخياً لهذه الرياضة%.

وأشار أبو غربية إلى أن الاتحاد الفلسطيني للفروسية يواصل تحقيق إنجازات متتالية، موضحاً أن الأسابيع الأخيرة شهدت تنظيم ثلاث بطولات دولية للقفز عن الحواجز في أريحا، مع مشاركة حكام دوليين معتمدين من الاتحاد الدولي.

كما تحدث عن انتشار رياضة الفروسية في فلسطين خلال السنوات الأخيرة، قائلاً إن عدد مراكز التدريب ارتفع إلى نحو 14 مركزاً في مختلف محافظات الضفة الغربية، إضافة إلى وجود مربط خيول في معظم المناطق الريفية، لافتاً إلى أن “حب الخيل أصبح جزءاً من الثقافة الفلسطينية”.

وفي حديثه عن واقع الفروسية في قطاع غزة، ترحم أبو غربية على شهداء الرياضة الفلسطينية، خصوصاً فرسان غزة الذين فقدوا حياتهم أو مرافق تدريبهم خلال العدوان، مؤكداً أن الاتحاد “ملتزم بإعادة إعمار أندية الفروسية في القطاع ودعم فرسانه لاستعادة نشاطهم”، مضيفاً: “غزة كانت وستبقى جزءاً أصيلاً من الفروسية الفلسطينية، وسنعمل بكل طاقتنا لعودة الخيل إلى ميادينها هناك.”

وختم أمين عام الاتحاد حديثه بالتأكيد على أن إنجاز ديانا الشاعر هو “صفحة مضيئة في سجل الرياضة الفلسطينية، ودليل على أن الطموح والإرادة يمكن أن يصنعا مجداً حتى في أصعب الظروف”.