كيف يسهم التحول الرقمي في تعزيز الشمول المالي وتسهيل وصول المواطن الى الخدمات المالية؟

في ظل الأزمة المالية وتفاقم مشكلة الشيكات والعملة النقدية، تتجه سلطة النقد الفلسطينية لتعزيز الشمول المالي وتوسيع استخدام الخدمات الرقمية كبديل آمن وسريع يساعد المواطنين على إدارة معاملاتهم اليومية.

رئيس قسم الشمول المالي في سلطة النقد، مهند سلعوس، وضح في حديث خاص لبرنامج "مع الناس" جهود الرقمنة عبر إذاعة "رايــة"، وأسباب فجوة الوصول بين الرجال والنساء، وكيف ساعدت الأنظمة الحديثة خصوصًا في قطاع غزة خلال الحرب.

وقال سلعوس إن هدف سلطة النقد ضمن استراتيجيتها هو تعزيز الشمول المالي، موضحًا أن الشمول المالي يعني "تمكين جميع المواطنين من الوصول للخدمات المالية المناسبة وبجودة جيدة وتكلفة قليلة".

وأضاف أن الفئات المهمشة هي الأكثر حاجة لهذه الخدمات، خصوصًا من لا يصلون للقطاع المالي الرسمي.

وأشار إلى أن نسب الشمول المالي كانت متدنية قبل عشر سنوات، لكن اليوم "61% من البالغين في فلسطين لديهم حساب بنكي أو محفظة إلكترونية"، لافتًا إلى وجود فجوة واسعة بين الجنسين، إذ يمتلك 80% من الرجال حسابات مالية مقابل 40% فقط من النساء.

وقال إن النساء والشباب هم الفئات الأقل وصولًا للخدمات، وبالتالي الأكثر استهدافًا في الاستراتيجية.

وأوضح أن سلطة النقد ركزت خلال السنوات الأخيرة على تطوير البنية التحتية للدفع والتحويل الإلكتروني، مشيرًا إلى إطلاق أنظمة مثل:

- عرض وسداد الفواتير (E-Sadad)

- نظام الدفع الفوري (IBORAK)

- الهُوية المالية الرقمية

وقال إن هذه الأنظمة ساعدت المواطنين على الدفع والتحويل دون جهد أو تكلفة، مشيرًا إلى أن نظام IBORAK كان مهمًا جدًا لسكّان غزة خلال الحرب نظرًا لغياب النقد.

وأضاف أن منصّة E-Sadad أصبحت تجمع جميع المفوترين، ما يتيح للمواطن دفع أي فاتورة بسهولة، بما فيها الكهرباء والمياه والخدمات الحكومية، قائلاً إن استخدام هذه الخدمات ارتفع “إلى أرقام بالملايين”.

وتابع أن موضوع “أنسنة” التطبيقات غير مرتبط بهذه الأنظمة، لأنها أنظمة دفع لا علاقة لها بموضوع التعثر، لكن فائدتها أنها توفّر سجلًا واضحًا ومثبتًا لكل عملية، وتحفظ حق المواطن أكثر من الدفع التقليدي.

وبخصوص الهُوية المالية الرقمية، قال سلعوس إنها تطبيق منفصل يعرّف بيانات المواطن بشكل آمن، ويستخدم خاصية التحقق البيومتري عبر الوجه للدخول إلى التطبيقات البنكية والمحافظ الإلكترونية، مضيفًا أن هذا يقلل الحاجة إلى زيارة البنوك لتحديث البيانات.