الهباش أمام الندوة الدولية لدار الإفتاء المصرية: القضية الفلسطينية والقدس لن تضيع ما دام العلماء يصدعون في وعي الأمة بقدسيتها ومركزيتها
قال الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن القضية الفلسطينية والقدس الشريف لن تضيع، ما دام العلماء يصدعون في وعي الأمة بقدسيتها ومركزيتها، ويؤكدون على مكانتها الدينية والتاريخية، مشددًا على أن فلسطين ستبقى بفضل صمود شعبها وتمسكه بأرضه وحقوقه المشروعة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الهباش خلال افتتاح فعاليات الندوة الدولية الثانية التي تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة»، والتي تُعقد على مدار يومي 15 و16 ديسمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة المصرية، ونخبة من علماء الأزهر الشريف.
وأعرب قاضي القضاة في مستهل كلمته عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، على رعايته للندوة، كما ثمّن جهود دار الإفتاء المصرية، ومفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عياد، على تنظيم الندوة واختيار موضوعها البالغ الأهمية في ظل ما يشهده العالم من تحديات إنسانية متسارعة.
وأكد الهباش أن القضية الفلسطينية تُعد من أخطر وأعقد قضايا العصر، مشيرًا إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ودمار وحرب إبادة، خاصة في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني، رغم حجم التضحيات، لن يرفع راية الاستسلام، وسيبقى صامدًا ومرابطًا في أرضه، متمسكًا بحقه، حتى تحقيق النصر بإذن الله.
وشدد على أن القدس وبيت المقدس يمثلان صمام أمان وتوازن للأمة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حول فتح بيت المقدس، مؤكدًا أن فلسطين ستظل بوابة استعادة الأمة لقوتها وتوازنها وهويتها، مهما اشتدت المحن.
وأشار الهباش إلى المخاطر التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل، وعلى رأسها المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، محذرًا من محاولات الاحتلال فرض واقع جديد على المقدسات، ومؤكدًا أن هذه المحاولات لن تنجح في تغيير هوية الأرض أو انتزاع حق أصحابها.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن فلسطين والقدس ستبقيان حاضرتين في وعي الأمة، ما دام العلماء ودور الإفتاء يوجهون البوصلة الصحيحة، داعيًا إلى الثبات على النصوص الشرعية التي تؤكد مكانة بيت المقدس وأكنافه، ومعبّرًا عن أمله في اللقاء القريب في القدس الشريف، في وطن حر مستقل.

