تكريم "العمدة": رامي مهداوي يسلط الضوء على تجربة ماجد أبو غوش الثقافية
في رحيل ماجد حكمت ذيب أبو غوش، المعروف بلقب "العمدة"، فقدت الثقافة الفلسطينية صوتًا صادقًا، ووجهاً حمل الوطن في تفاصيله اليومية، من قهوة الصباح في شوارع رام الله إلى سوقه وحكاياته، ومن الكتب والموسيقى إلى أبسط لحظات الحياة اليومية التي صاغها بإبداعه الخاص. في لقاء إنساني وثقافي مع إذاعة نساء إف إم، استعرض الكاتب والصحفي رامي مهداوي مقاله المؤثر "سلامٌ عليك يا عمدة"، الذي ودّع فيه شخصية فلسطينية استثنائية كانت جزءًا من الذاكرة الجماعية، ونبراسًا للثقافة والوطنية.
وأكد مهداوي أن "العمدة" لم يكن مجرد شاعر أو كاتب، بل ذاكرة حيّة للمشهد الثقافي الفلسطيني، وإنسانًا حمل الوطن في تفاصيله اليومية، من القهوة الصباحية في رام الله، إلى الموسيقى، والكتب، والسوق، والطهي، حيث تحولت هذه التفاصيل في المقال إلى مفردات سردية تعبّر عن عمق العلاقة الإنسانية والوجدانية التي جمعتهما.
وتناول مهداوي تجربة ماجد أبو غوش كابنٍ لقرية عمواس المهجّرة، موضحًا أن الاقتلاع المبكر شكّل وعيه الإبداعي وجعل من الكتابة مساحة للحرية والأمل، لا للحزن فقط. وأضاف أن "العمدة" كان يرى في الحياة فعلًا إبداعيًا متواصلًا، لا يفصل بين النص والموقف، ولا بين الثقافة والعطاء الإنساني.
وأشار مهداوي إلى أن مقاله لم يُكتب كرثاء تقليدي، بل كـ محاولة لإبقاء ماجد حيًا في الذاكرة الجماعية، من خلال استحضار التفاصيل الصغيرة التي تصنع حياة كاملة، مؤكّدًا أن فقدان شخصيات ثقافية كهذه يترك فراغًا حقيقيًا في المشهد الفلسطيني.
واختتم مهداوي حديثه بالتأكيد على أن تكريم المثقفين لا يكون بالبكاء عليهم، بل بحفظ أثرهم والتمسك بالقيم التي عاشوا من أجلها، مشددًا على أهمية الثقافة كفعل مقاومة وذاكرة في مواجهة النسيان، وداعيًا إلى إعادة الاعتبار للشخصيات التي أسهمت في بناء الثقافة الفلسطينية رغم الصعوبات والتحديات.

