خاص| هل تخطط إسرائيل لإقامة مستوطنات فعلية في غزة أم مجرد مناطق أمنية؟
أكد عضو مركز الأبحاث الفلسطيني عدنان ملحم، أن الحديث عن المستوطنات في قطاع غزة غير واقعي في المرحلة الحالية، وأن إسرائيل تسعى بشكل أساسي لإقامة مناطق أمنية وحاضنات عسكرية واسعة على الأراضي الفلسطينية التي اقتطعتها، بهدف إعادة إنتاج السيطرة بصيغة أمنية وسياسية.
وأشار ملحم في حديث خاص لـ"رايــة" إلى أن المساحات التي ستسيطر عليها إسرائيل في غزة تتراوح بين 20% إلى 50% بحسب الاعتبارات الأمنية والعقلية الإسرائيلية، وأن هذه السيطرة تتم بشكل متدرج ومتواصل، بما يتماشى مع تجارب إسرائيل في مناطق مثل جنوب لبنان وجنوب سوريا والضفة الغربية، حيث أقامت سلاسل من المستوطنات والمناطق الأمنية التي تفصل بين الفلسطينيين والمستعمرات.
وأوضح ملحم أن الهدف من هذه الخطوة ليس إقامة مستوطنات فعلية في غزة كما يحدث في الضفة الغربية، بل إقامة مناطق عسكرية وحاضنات أمنية واسعة، تشمل معسكرات تدريب وإخلاء وتدمير، ضمن ما يسمى بالخط الأصفر الذي يتم توسيعه بشكل يومي.
وعن الصراع الداخلي في إسرائيل بشأن مستقبل غزة، اعتبر ملحم أن هذا ليس صراعًا بين منطق الحسم العسكري وتقليل الخسائر، بل هو منطق إسرائيلي ثابت يدعم مفهوم السيطرة على القطاع بأشكال متعددة، سواء عبر السيطرة العسكرية المباشرة أو السيطرة غير المباشرة، بما في ذلك إقامة المناطق العسكرية والحزامات الأمنية الواسعة.
وأضاف ملحم أن العقيدة الإسرائيلية تركز على الأمن، وأن هذا النهج متجذر منذ عام 1948، معتمدًا على السيطرة على الأراضي الفلسطينية من خلال الحاضنات الأمنية والمساحات العسكرية، بما يضمن استمرار النفوذ الإسرائيلي وإمكانية التدخل المباشر وغير المباشر في أي وقت.
وأكد أن الحديث عن إقامة مستوطنات فعلية في غزة غير عملي وغير منطقي في المرحلة الحالية، وأن إسرائيل ستركز على السيطرة الأمنية والعسكرية لضمان إدارة القطاع وفق مصالحها الاستراتيجية البعيدة المدى.
